25 أغسطس 2012

هذيانات فطير جدا


 كريم محسن الخياط

أعترف الآن بأني (فطير)جداً، وأصدق كل ما يقال في وسائل الإعلام والمصادر والمراجع وأقتنع به وأنفذه. فمن غير المعقول أن يكون هناك مليار بوذي على خطأ كما يقول البوذيون، كما أن من غير المعقول أن يكون هناك مليار مانويّ في الصين على خطأ، ومليارا مسيحيّ ومليار سنيّ و300 مليون شيعيّ على خطأ كما يدعي كل منهم، ومن غير المعقول أيضا أن يكون هناك مليار لادينيّ على خطأ، وكذلك تدعي الأديان والمذاهب قليلة العدد، فكل منهم له أدلته الدامغة على صحة اعتقاده، وكل منهم يتحدى الآخر بحججه وبراهينه التي لا تصمد أمامها حجج، ولأني فطير جداً ولا أستطيع مقاومة هذه الأدلة الدامغة؛ سأؤمن بالله  كيهودي أو مسيحي أو مسلم. وسأؤمن في نفس الوقت بالشيطان كأيزيدي وسأحلق نصف شعر رأسي كأمريكي يعبد الشيطان، رغم أني لا أستطيع فعل ذلك بسبب حالة التصحر الذي يجتاح هامتي كأرض العراق، ولأني فطير جداً وأصدق كل ما يقال؛ سأصلي كالكنغر لأوافق بين السبل والتكتيف، وأدعو قبل كل صلاة وبعد كل صلاة: (أيها الأب والابن والروح القدس صل على محمد وآله وصحبه وحقق لنا آمالنا بفناء المسلمين والمسيحيين لنحصل على أرض الميعاد ونكتشف الهيكل). وسأطلب من الروهة أن تشق لي طريقا في الظلام لأغتسل في نيسان كمندائيّ. وسأؤمن بأن الأرض العربية يجب أن يحكمها اليهود من الفرات إلى النيل لأنهم أهلها الحقيقيون ويجب أن أحررها منهم وأرميهم في البحر وأساعد أمريكا على بقاء إسرائيل كما أساعد العرب على الوقوف ضد أمريكا والغرب، ولأن بني إسرائيل كانوا قد خرجوا من مصر إلى فلسطين قبل 4000 عاما فسأخيّرهم بين مصر و فلسطين، وسأصدق المحرقة وألعن هتلر وأترحم عليه. وسأؤمن بالقضاء والقدر على الطريقة الماركسية وأسميه الضرورة والحرية، وأصدق أن ما حدث في مايس 41 كان ثورة عراقية يقودها عراقيون بشوارب ألمانية هتلرية، وأن من قمعهم: عراقيون يرتدون قبعات إنجليزية، وسأتغابى وأصدق أن ثوار مايس احتلوا معسكر ألحبانية بأنفسهم ولا أعير اهتماما لمن يقول: بأن الطائرات الألمانية كانت تقصف الإنجليز في المعسكر بينما الثوار المتمردون الأبطال الحقراء كانوا يطوقونه. وسوف أصدق ما كُتب عن الثورة في كتب التاريخ المدرسية التي لم تذكر بأن حركة رشيد عالي الكيلاني كانت أثناء الحرب العالمية الثانية وأن الحركة كانت تنافساً بين ألمانيا وبريطانيا على حكم العراق. وسوف أقوي إيماني الذي أقتنع به جداً كفطير جداً فأعبد البقرة كبوذي ثم أذبحها كمسلم، وأحترمها كأسترالي، وسأنفر من طعم لحم الخنزير وأنا أتلذذ بلحمه المشوي على الطريقة الإنكليزية، ولأني فطير جداً وأصدق ما يقال؛ فسوف أقاتل مع الجيش النظامي في سورية والجيش الحر معاً، وسأدعو إلى سقوط بشار الأسد وهلاك المعارضة، وسأؤمن بأن يهود إسرائيل و سنة لبنان من دين واحد كما كان شيعة لبنان ومسيحيوها من دين واحد، وسوف أحرم الزواج من أربعة ولا أتزوج إلا واحدة في كل مرة أتزوج فيها، وسوف أتذكر همومي وأنا في حالة نسيان، فأنا يوميا أنسى الهموم وأنا في حالة تذكر دائمة، وسوف أصدق بان أمية بن أبي الصلت سبق النبي محمد بفكرة الإسلام كما سأصدق بأنه مات ولم يسلم. وسأشهد بان مسيلمة كان كاذبا لكنه يصدق في كل الأوقات، كما سأصدق لو أن مسيلمة انتصر على خالد بن الوليد لكنا ندعو له في كل صلاة ونقول: إن  اسمه مشتق من اسم الإسلام. وسأنتمي إلى المذهب الذي ينتمي إليه آل بيت مسيلمة، كما سأقاتلهم من أجل السلطة، متبعا سنة مسيلمة، لكني في نفس الوقت لا أنكر ما جاء به الأسود العنسي، لكني سأكذبه كما كذبت مسيلمة رغم صدقه المستمر. ولأني فطير جداً وأصدق كل شيء سأؤمن بان مصر محتلة من قبل المسلمين منذ 1400 عاما لادعاء عمرو بن العاص أنه لم يقرأ كتاب الخليفة الذي أمره ألا يدخلها إن لم يكن قد دخلها، وسأؤمن أيضا بأنها حُررت من الروم على يد المسلمين بدعوة من المصريين أنفسهم. وسأصدق أيضا أن دخول بريطانيا للعراق عام 1916 كان بدعوة من العراقيين مثلما حدث في 2003 لكن في نفس الوقت سأصدق من يقول بأن الإنجليز محتلون. كما سأؤمن بأن ثورة العشرين كانت عبارة عن أعمال إرهابية  و يجب أن نحكم على شعلان أبي الجون والشيخ ضاري غيابيا وفق المادة 4 إرهاب. وفي نفس الوقت سأؤمن بأنها ثورة العراق الوحيدة وأفتخر بها و أصدق من يقول بان الثوار كانوا عصابات وقطاع طرق يخربون السكك الحديدية من أجل سرقة محتويات القطارات الإنجليزية، و أصدق ما جاء في فلم(المسألة الكبرى) و أشد على يد المؤلف حين جعل الشيخ ضاري يذهب إلى الجنوب،  كما سأؤمن بأن الدولة العثمانية كانت دولة إسلامية وكل من قاومها كافر، وسأمجد المقاومين وسأفتخر بمحمد علي باشا لأنه انشق عن حكمهم وهو تركي، وألعنه لأنه خان قوميته ودينه. وسأقدم المعنى على اللفظ وأقول بخلق القرآن كمعتزليّ، لكن سأبقى في حلقة أبي موسى الأشعري ولا أعتزلها نهائيا كواصل بن عطاء، وسأقدم اللفظ على المعنى وأؤمن بقدم القرآن كأشعريّ، وأؤمن بأن القرآن مخلوق قديم كاثني عشريّ، وسوف أقبل بالتحكيم كعلوي أو كأموي، وأقول: (لا حكم إلا لله ) كخارجي - في الوقت نفسه- كحصان إمرئ ألقيس الذي يدور حول نفسه ويذهب ويقبل في وقت واحد، ومع كل هذا لا يخف وزنه فهو كجلمود من الصخر الساقط من أعالي الجبال، وكأنه يصف طبقا طائرا. كما سأصدق بان دخول فرنسا للجزائر كان بسبب حادثة المروحة، ولم تكن لفرنسا أطماع في الجزائر لكنني سأكتب شعراً في جميلة بوحيرد  وأهتف لتأميم النفط الجزائري وأبكي على الشهداء المليون كما أحزن على خسارة الشركات النفطية التي اغتصب الجزائريون حقوقها، وفي نفس الوقت أتمنى لو بقي  الفرنسيون في الجزائر إذ حالها ستكون أفضل. وسأبكي بحزن على سقوط غرناطة التي كان يحتلها الأمويون المنشقون عن العباسيين، وأشهد على بطولة عبد الرحمن الداخل الذي طارده العباسيون فاحتل هو الأندلس، وسأفتخر بطرد العرب من اسبانيا والبرتغال وأحتفل بيوم تحريرها. وأشجع ريال مدريد وبرشلونة معا وأرجو أن يتعادلا في كل مباراة. وسأصدق أن الكويت عراقية وفق وثائق الدولة العثمانية البغيضة أعادها الله لنا لتخلصنا من حكم الصفويين الذين أنقذونا من الدكتاتور المجرم صدام حسين رحمه الله وأدخله فسيح جناته، وسأصر على تعويض الكويت خسائرهم في أشهر الغزو الستة عندما حررناها على يد العظيم المجرم صدام حسين من ظلم آل جابر الكفرة الأبرار، كما سأبكي على ضحايا الحرب من الكويتيين، وأصر على أنهم يستحقون ذلك. كما سأدعو إلى مطالبة الكويت بتعويضات عن كل الخسائر التي تكبدها العراق في 2003 لأن الأمريكان المحررين الأبطال احتلونا وأنقذونا ودمروا بلدنا من أراضي الكويت. فمثلما يعاملنا الأشقاء الأعزاء الكويتيون الأبرار الكفرة ويطالبونا بما فعله الشهيد الرئيس القائد الدكتاتور المجرم صدام حسين، علينا أن نطالبهم بالتعويضات. كذلك سأؤمن وبشدة بأن الجنوح إلى السلم أفضل من الحرب انطلاقا من ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها)(الأنفال61 ) كما سأؤمن بأن الجنوح للسلم خطأ كبير انطلاقا من: (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون)(محمد 35).

18 أغسطس 2012

15 أغسطس 2012

جدلية الصراع بين الإعلام والبندقية

كلا الطرفين ( النظام والمعارضة) في سورية يلح على تدخل الأسرة الدولية لحلحلة المشكلة القائمة فيها . لكن التجارب أثبتت أن الأسرة الدولية لا تتدخل إذا كانت الكفة بين المتصارعين متساوية أو شبه متساوية، وهذا ما يؤكده الجيش السوري الحر
كريم محسن الخياط

كلا الطرفين ( النظام والمعارضة) في سورية يلح على تدخل الأسرة الدولية لحلحلة المشكلة القائمة فيها . لكن التجارب أثبتت أن الأسرة الدولية لا تتدخل إذا كانت الكفة بين المتصارعين متساوية أو شبه متساوية، وهذا ما يؤكده الجيش السوري الحر من خلال إعلان سيطرته على مناطق كثيرة ومن خلال استحواذه على أسلحة وعجلات عسكرية وكذلك من خلال المنشقين العسكريين الذين قد ينشقون بكامل قطعاتهم.وهذه التصريحات التي تأتي من الجيش السوري الحر عن تلك الانتصارات مفيدة له ومضرة في آن واحد، فهي ــ من جانب ــ تشجع السوريين المحايدين على الإيمان بحتمية نجاح الثورة مما يؤدي إلى انضمامهم إلى قوى المعارضة، لكن تلك التصريحات ــ من جانب آخر ـ لا تشجع الأسرة الدولية على التدخل لصالح الجيش السوري الحر، باعتبار أن الكفة تميل لصالحة وأن النظام آيل للسقوط بحسب تلك الانتصارات المزعومة.والسؤال هنا: ماذا لو اتبع الجيش الحر الطريقة الإسرائيلية التي تظهر الجانب الإسرائيلي ضعيفا بين العرب وأنه محاط بكل تلك الدول التي تريد أن ترميه في البحر؟ في هذه الحالة: سيربح الجيش السوري الحر تعاطف الأسرة الدولية، في الوقت الذي يخسر فيه أعداداً من السوريين الذين يميلون إليه بواسطة ادعاء الانتصارات وتضخيمها.فأي الطريقتين أسرع للجيش الحر في تحقيق النصر؟ وهل ادعاء النصر يصب في صالحه أم في صالح الحكومة السورية؟علما أن الأسرة الدولية تراقب ذلك عن كثب، وهي تنتظر انهيار أحد الطرفين لتقف مع الآخر، فعندما مالت الكفة للقذافي في ليبيا كان التدخل لصالح المعارضة، وعندما مالت الكفة في اليمن للمعارضة، كان التدخل لصالح الحكومة.والأسرة الدولية تفعل ذلك بغض النظر عن ميلها لأحد سواء كانت محبة لسورية أو كارهة لها، فالأمور تجري على هذا النحو والتجارب الكثيرة تثبت ذلك.فما الذي غيب فكرة التمسكن عن الجيش الحر غير محاولة كسب منشقين؟ أرى أن قلة التجربة وغياب العقول السياسية والدبلوماسية في الجيش الحر وكونه عسكريا بامتياز، هو الذي جعله يتبع طريقة التشدق بالانتصارات، بخلاف ما يفعله النظام السوري الذي يظهر جنوده كمساكين يستحقون المساعدة أمام الآسرة الدولية.وهذا الجدل القائم بين تظهير الانتصار الكاذب و التمسكن يجعل من يريد أن يتدخل يحذر مما سوف يدس نفسه فيه، ولذلك نجد أن الأسرة الدولية ملعونة من قبل الطرفين بينما الطرفان يستحقان اللعنة، لما يفعلانه في الأغلبية التي تريد العيش بهدوء وتفضل الأمان على الحرية.

13 أغسطس 2012

العراق مستعد لمواجهة القنبلة القذرة


كريم محسن الخياط

قبل معرفة استعدادات العراق لمواجهة القنبلة القذرة ،لابد من معرفة ماهية هذه القنبلة. ففي عام 1959 ضربت الكرة الأرضية موجة ذبذبات شمسية أدت إلى تعطيل أجهزة التلغراف في معظم العواصم الكبيرة، ومنذ ذلك الحين والدول الكبرى تحاول تجنب ذلك الخطر، وبدلا من أن يتوصلوا إلى إبداع الوسائل الدفاعية الممكنة فأنهم توصلوا إلى صناعة موجات تشبه الموجات الشمسية تضرب أعداءهم، وقد أطلقوا على السلاح الجديد اسم:( القنبلة القذرة) وهناك من يسميها المهدي (بضم الميم): وهي عبارة عن صاروخ يحمل رأسا نوويا يذهب إلى خارج الغلاف الغازي للأرض ثم يضرب الأرض من هناك موجها إلى بلد أو عدة بلدان، ويؤدي انفجاره داخل الغلاف الغازي إلى إرسال أشعة غاما التي تحطم ذرات الهيدروجين والنيتروجين فتتحرر الكترونات الغازين مولدة طاقة كهربائية عالية جدا بإمكانها تفجير كل ما هو الكتروني كهربائي على الأرض،
  فتتفجر مولدات الطاقة الكهربائية والأجهزة الالكترونية الموجودة في الحواسيب والسيارات والطائرات والسفن البحرية،حتى أن معامل الألبان سوف تتوقف عن العمل لأنها معتمدة كليا على التكنولوجيا الحديثة، فضلا عن أن تلك القنبلة ستعطل مصافي الماء، وفي غضون ساعات سيحمل الأمريكان والأوربيون جداريهم بحثا عن جدول  ليغترفوا منه ماءً وان كان غير صالح للشرب. وسوف تصبح كل الأجهزة على الكرة الأرضية غير صالحة للعمل إلا تلك الأجهزة القديمة غير المطورة.والجدير بالذكر أننا سندعي ــ كعادتنا ــ بأننا أول من فكر في قنبلة مثل هذه، لأن ترثنا يحدثنا عن رجل اختلفنا في نسبه وتاريخ ولادته سيظهر ويعطل كل الأجهزة، الألكترونية، ولا أعرف بالضبط من أين جاءوا بهذا الحديث الذي يفترض عدم وجود أي جهاز ألكتروني في وقت تمت فيه الأحاديث والأقوال المأثورة. أما استعدادات العراق لمواجهة هذه القنبلة فقد بدأت منذ تسعينيات القرن العشرين حيث بدأها النظام السابق وأتمتها الحكومات المتعاقبة، وتتلخص هذه الاستعدادات بالتقليل من استخدام الكهرباء وصولا إلى إلغائها لكي لا تتعرض للتفجير، وقد اثبت العراقيون تمكنهم من المشروع بدليل بقائهم عشرين عاما بربع كهرباء، وما قرار البرلمان حول خصخصة الكهرباء إلا لتخليص الحكومة والشعب من الخطر الذي ستسببه القنبلة القذرة، وتوريط المستثمرين بكل الخسائر المحتملة. ولم يكتف العراق بذلك، فالإجراء الثاني الذي اتخذه الكفر العراقي هو إلغاء الأسطول الجوي واستئجار طائرات من شركات وقعت في الفخ العراقي حين خدعها الفكر العراقي الخلاق، وسوف لا تشعر تلك الشركات بالخديعة إلا بعد أن تضرب العراق قنبلة قذرة من قبل أعداء العراق الكثيرين الذين نجهد يوميا في صناعتهم، كما أن العراق أخّر بناء ميناء الفاو وأوقف شراء السفن البحرية الحديثة تحسبا لأن تصاب بصعقة كويتـــــبائية تؤدي إلى خسارة العراق أموالا طائلة كان من المقرر لها أن تذهب إلى جيوب العراقيين الكبار جدا، وقضية الألبان محلولة فلدى العراق ميكانيكا المنشّف والإلبة ولبن الجيس والجثي، وكل تلك المواد لا تحتاج إلى تكنولوجيا، وقد تعلمنا من تراثنا كيف ننقع الجثي في ماء الكرامة لينتج لنا لبن الصبر معطرا بملح الدموع الجافة على أرصفة الحر والموت. إما حول ضرب مصافي الماء فنحن العراقيين أكثر استعدادا لذلك، فمنذ أن ولدنا ونحن نشرب شيئا قيل عنه إنه ماء، حتى أن أحدنا لا يستطعم الماء الصافي ويصفه بالمج، فهنيئا لأهالي البصرة الذين أكملوا استعداداتهم للقنبلة القذرة من جانب الماء والكهرباء والفاو، ونشكر كل الذين سبقوا التاريخ في تحصين العراق من الخير والكرامة.

12 أغسطس 2012

صور من مهرجان ربيع المسرح العربي



























الأدب الأندلسي


اضع بين يديكم مختصرا لمرحلة تاريخية وأدبية وثقافية عاشها العرب في الأندلس منذ عام 92 الى عام 897 للهجرة، آملاً الاستفادة منه.


 مفردات الموضوع
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ تعريف موجز بالأندلس
2 ـ مصادر دراسة الأدب الأندلسي
3 ـ الأدب في العصر الأموي في الأندلس
4 ـ الأدب في عصري الطوائف والمرابطين
5- الأدب الأندلسي في عصري الموحدين وبني الأحمر
6 ـ التجديد في الشعر الأندلسي
7 ـ أثر الأدب الأندلسي في الآداب الأوربية

عصور الأدب العربي بشكل عام

1 ـ العصر الجاهلي   : 200 قبل الهجرة الى بعثة الرسول
2 ـ الإسلامي           : ( 1 ـ  41 هـ ) + ( 41 ـ 132 هـ )
3 ـ العباسي             : ( 132 ـ 656 هـ )
4 ـ العصور المتأخرة : ( 656 ـ 1258 هـ ) منها مئة سنة للمغول والباقي للأتراك.
5 ـ العصر الحديث    :( 1258 ـ هـ والى اليوم ) ويقسم العصر الحديث الى :
أ   ـعصر الإحياء  : محمود سامي البارودي
ب ـ عصر النهضة : أحمد شوقي والجواهري
ج ـ عصر الحداثة :

تقسيمات عصور الأدب الأندلسي

موقع الأدب الأندلسي من عصور الأدب العربي هو ( 92 ـ 897 هـ )

والتقسيمات التالية وضعها المستشرقون لانهم قسموا عصور الأدب العربي بشكل عام والأندلسي بشكل خاص بحسب تقسيماتهم ، فهم قسموا عصورهم الادبية بحسب عصور حكامهم لذلك اسقطوا تقسيماتهم على عصورنا الادبية ، وقد استقر ذلك عندنا لاننا لم نجد تقسيما آخر غيره واعتاد الدارسون على تقسيم الادب الاندلسي الى خمسة أعصر وهي :

1 ـ عصر الفتح و الولاية :

أ ـ عصر الفتح :( 92 ـ 95 هـ) وهي مدة حروب فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد،
ب ـ عصر الولاية : ( 95 ـ 138 هـ) فيه كان الولاة الذين يتبعون الأسرة الأموية وكان أول الولاة هو عبد العزيز بن موسى بن نصير ، وآخرهم هو : يوسف الفهري ، وقد تولى عشرون واليا من سنة (95 إلى 138 ) وكلهم يتبعون الأسرة الأموية.

2 ـ العصر الأموي : ويقسم هذا العصر على :
أ ـ عصر الإمارة : ( 138 ـ 316 هـ ) كان حاكم الأندلس يسمي نفسه أميرا رغم انه أموي ، لأنه يعتقد بوجود خليفة واحد للمسلمين وهو الخليفة العباسي في بغداد.
ب ـ عصر الخلافة : ( 316 ـ 366 هـ ) حيث أعلن حفيد عبد الرحمن الداخل نفسه خليفة  ، لان الخلافة العباسية في بغداد صارت تحت إمرة السلاجقة ،
جـ ـ عصر الحجابة : (366 ـ 399 هـ ) لأن الحجاب أخذوا الحكم من الخلفاء .
د ـ عصر الفتنة     : ( 379 ـ 399 )  آخر 20 سنة من عصر الحجابة حيث ثار الأمراء على الحجاب . ثم صارت الاندلس طوائف وإمارات مختلفة.

3 ـ عصر الطوائف والمرابطين :

أ ـ عصر الطوائف   : ( عصر ملوك الطوائف ):  ( 400 ـ 484 هـ ) وسمي بهذا الاسم لان كل طائفة حكمت بعد الفتنة التي استمرت عشرين سنة نصبت عليها ملكا .
ب ـ عصر المرابطين : ( 484 ـ 540 هـ ) حيث تمكنت قبيلة المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين من القضاء على جميع الطوائف ، وأصبحت الاندلس والمغرب العربي إمارة واحدة تحت حكم المرابطين.

4 ـ عصر الموحدين : ( 540 ـ 620 هـ ) . يبدأ هذا العصر بمجيء عبد المؤمن بن على خلفا لابن تومرت ، فصارت الأندلس ولاية تخضع لحكم الموحدين في المغرب العربي . ثم نشبت صراعات بين الموحدين وبني الاحمر استمرت 15 سنة من سنة ( 525 إلى سنة 540 ) فانتهى عصر الموحدين.
5 ـ عصر دولة بني الأحمر في مملكة غرناطة : ( 635 ـ 897 هـ ) أي ما يقارب 300 عام.

ملاحظة : قيل ان اسم الأندلس جاء من اندلسيا ، وقال بعض آخر هو من ( أورال ) . لكن المصطلح الذي استقر هو ( الأندلس ) وهو يرجع الى قبائل الجرمانية . علما أن شبه جزيرة الأندلس كان يطلق عليها ( اربيريا) أو ( هباريا ).

مصادر الأدب الأندلسي

المصدر الأول : ( المـُـغرب في حـِـلى المـَـغرب ) لعلي بن موسى بن سعيد .
يقع هذا الكتاب في عدة أقسام ، والقسم الثالث منه خاص بالأدب الأندلسي ، وقد استمر تأليف الكتاب 115 عاما حيث بدأ تأليفة الجد (سعيد ) وأكمله الابن ( موسى ) ثم أتمه الحفيد (علي ) في سنة (640 هـ ). ويقع في 20 إلى 30 مجلدا بحسب الطبعات .

منهج ترتيب الكتاب

رتب الكتاب على منهج واحد ويتضمن :

1 ـ المملكة ومكانتها بين الأقاليم ومن بناها وطبيعتها الجغرافية والملوك الذين حكموها.
2 ـ وضع الناس في طبقات : مثل طبقة الأمراء وطبقة الرؤساء ، وطبقة العلماء ، وطبقة الشعراء ، وطبقة اللفيف وهم : سائر الناس في كل مدينة.
3 ـ أطلق على قاعدة المملكة [ أية مملكة ] منصة وتاج وسلك وحلية ، وضمن مصطلح المنصة يذكر القصور والابنية الأميرية وضمن مصطلح التاج يذكر الأمراء. وضمن مصطلح  السلك يذكر الإشراف والرؤساء والوزراء والكتاب والفقهاء والنحاة والمحدثين [الدعاة]. وضمن مصطلح الحلية ، يذكر اللفيف لأنهم غير مهمين فهم عنده مثل الحلية [ الكماليات] .

 تقسيمات الكتاب

القسم الاول : اسماه (العرس في حلى غرب الاندلس ) ، وتضمن سبعة اقسام :
(مملكة قرطبة / مملكة اشبيلية / مملكة بطليوس / مملكة شلـْـب /  مملكة باجة / مملكة أشبونة / مملكة مالقا)

أما مصادره في هذا القسم فهي (المشاهدة والرواية والمشافهة ، وكل المصنفات التي كتبت لحين عصر الكتاب ).
وقد نقل عن هذا الكتاب العالم ( احمد بن محمد المقري) في كتابه (نفح الطيب) وابن خلدون في مقدمته الشهيرة . التي تعد من مصادر الادب الاندلسي.

المصدر الثاني :   ( نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب )
لـ ( أحمد بن محمد المقري ) ولقبه (شهاب الدين ) وكنيته ( ابو العباس ) (ت1041 هـ ) .

أسباب تأليف الكتاب :

أراد المقري أن يؤلف كتابا يذكر فيه الوزير لسان الدين بن الخطيب كشاعر وحاكم وعالم بالأدب ، لكن المقري وسع كتابه وجعله يشمل آداب الأندلس ثم أنهى الكتاب بذكر الوزير لسان الدين.

أقسام كتاب ( نفح الطيب )

القسم الأول : خاص بأخبار الأندلس ويتضمن أبوابا هي :
1-    باب وصف شبه جزيرة الأندلس وخيراتها
2-    باب فتح الأندلس من قبل موسى بن نصير وطارق بن زياد
3-    باب أعمال الفتح والجهاد في الأندلس
4-    باب وصف قرطبة
5-    باب ذكر الراحلين من الأندلس الى المشرق
6-    باب الوافدين من المشرق إلى الأندلس
7-    باب في وصف براعة الأندلسيين وذكائهم
8-    باب في انتصارات الأندلسيين على ملوك الفرنجة [ النصرانية الغربية]

القسم الثاني : خاص بالوزير لسان الدين بن الخطيب : وهو في ثمانية أبواب أيضا : في ذكر أسمائه وآبائه وأبنائه وأسلافه ومشايخه ومنافسيه ومخاطباته للملوك وشعره ونثره وما نظم من زجل وموشحات.

قيمة الكتاب الأدبية :

يعد كتاب نفح الطيب للمقري من الكتب الموسوعية التي تجمع حقولا معرفية متعددة وأخبارا ثقافية عامة من دون ان تحسب على تخصص معين.
وتكمن أوضح قيمة أدبية له في انه نقل إلينا كتبا من أهل الأندلس مفقودة لم يصلنا منها شيء، كما انه تضمن طروحات نقدية و أدبية وسياسية.
 


عصور الأدب الأندلسي

الشعر في الادب الاندلسي

مقدمة : ( ملاحظات حول الشعر الأندلسي) ( سمات الشعر الأندلسي )
1 ـ التأثر بالشعر العربي في المشرق والاجتهاد في تقليده على مستوى اللفظ والمعنى.
2 ـ لما كانت شبه جزيرة الأندلس تشهد صراعات وحروبا بين قوميات وأعراق مختلفة، فقد انعكس ذلك الصراع على موضوعات الشعر الأندلسي.
3 ـ ظاهرة الازدواج اللغوي من الظواهر التي اتضحت في الشعر الأندلسي بسبب انتقال بعض الألفاظ من عامية الأندلس والألفاظ الرومانية الى الشعر الفصيح.
4 ـ بدت فصاحة الشاعر الأندلسي وكذلك كاتب النثر أقل من فصاحة نظرائه من أدباء المشرق.
5 ـ كان احتفال الشعر الأندلسي بوصف الطبيعة استثنائيا ، بسبب جمال تلك الطبيعة من جهة ، وإعجاب الشعراء العرب المهاجرين من جهة أخرى .


أولا : عهد الفتح والولاية : ( 92 ـ 138 هـ )
س : لا يجد المؤرخون في عهد الفتح أو الولاية ملامح أدب أندلسي راسخ ! علل ذلك.
ج  : لم ينشأ في هذه الحقبة الزمنية [ 46 عاما ] جيل ثقافي . وبالتالي لم يصدر شعر أو نثر عن أناس كانوا يمثلون ثقافة أندلسية خالصة . إنما كان الكلام الذي يقال من شعر ونثر امتدادا للثقافة العربية الصادرة عن شبه جزيرة العرب أكثر من كونه صادرا من شبه جزيرة الأندلس. فبدايات الأدب الأندلسي لا ترجع إلى هذا العهد وإنما الى العهد الأموي التالي له.

ثانيا : العصر الأموي في الأندلس : ( 138 ـ  399 هـ ) ويتكون هذا العصر من عهود هي :
( الإمارة (138 ـ316)،      الخلافة (316ـ366)،      الحجابة (366)399)،        (الفتنة 379ـ399))

1 ـ عهد الإمارة :  لا يذكر الشعر الأندلسي  حتى يتبادر الى الذهن الشاعر الامير ( عبد الرحمن الداخل )

عبد الرحمن الداخل : ( ت 172 هـ ) :

هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أمية. ولد في دمشق كفرد من الأسرة الحاكمة ، وخرج باتجاه المغرب العربي هاربا مطاردا بعد سقوط الدولة الأموية على يد العباسيين في (132 هـ) وتمكن من تشكيل جيش من أنصاره في شمال افريقيا خلال مدة ( 6 سنوات) واستطاع بذلك الجيش العبور الى الاندلس عبر مضيق جبل طارق ، فاسقط الوالي العباسي الذي كان يحكمها وأعلنها إمارة أموية لا تخضع للخلافة العباسية وأصبح هو أميرا لها عام 138 هـ فكان حكمه بداية عصر جديد في الاندلس سمي (العصر الأموي ) وقد وصفه المؤرخون بانه بليغ فصيح متكلم يتصف بسعة الثقافة والقدرة على التأثير والإقناع. وله خطب كثيرة منها ما هو عسكري ومنها ما هو ديني وسياسي. وله شعر كثير ، ومن شعره :

أيها الراكب الميمم أرضـــي      أقر مني بعض السلام لبعضــــي
إن جسمي كما علمت بأرض      وفؤادي ومالكيـــــــــــــه بأرض
قدر البين بيننا فافترقنـــــــــا      وطوى البين عن جفوني غمضي
قد قضى الله بالفراق علينــــا      فعسى باجتمعنا سوف يقضـــــي
ومن شعره أيضا :
يا نخل أنت غربية مثلــــــــــي      في الغرب نائية عــــن الأهــــل
فابكي وهل تبكي مكبســـــــــة      عجماء لم تطبع على خبــــــــــل
لو أنها تبكي إذا لبكـــــــــــــت      ماء الفرات ومنبت النخـــــــــــل
لكنما ذ ُهلت وأذهــلــنـــــــــي      بغضي بني العباس عن أهلـــــي

سمات شعر عبد الرحمن الداخل

1 ـ غلب عليه ـ موضوعيا ـ الحنين الى الوطن والتغني بالبلاد بما يشبه الوقوف على الطلل أحيانا. وقد اتضحت نزعة الحماسة والفروسية في كثير من معانيه.
2 ـ شاعت الأوزان التقليدية الرئيسة في اشعاره مثل ( الكامل والطويل والوافر والبسيط)
3 ـ اتصفت لغته بالوضوح والبعد عن التكلف. ومعانيه قريبة من وعي المتلقي دون تكلف.
4 ـ بدت العاطفة لافتة في لغته الشعرية. وهي لديه عنصر إقناع وتأثير.

يحيي بن الحكم الغزال

حياتــــه
يحيى بن الحكم الجياني الملقب بالغزال (ت  250 هـ) ولقب بالغزال لجماله المفرط. والجياني نسبة الى مدينة الجيـّـان الأندلسية. عاش عصرا سياسيا واحدا من ولادته حتى وفاته. وهو العصر الذي حكم فيه عبد الرحمن الداخل وأبناؤه. [ العصر الأموي الأندلسي].
لم يصلنا ديوان شعره؛ لأنه فقد مع ما فقد من تراث الاندلس. والموجود منه جزء قليل ذكره مؤرخو الأدب الأندلسي. وقد وصفه المؤرخون بانه شخصية متميزة متصفة بالذكاء وسرعة البديهة والجرأة والصراحة.

آثاره الشعرية

1 ـ ديوان شعري ضخم يجمع الدارسون على انه مفقود، وصلنا منه مقتطفات. (300 بيتا )
2 ـ أرجوزة في التاريخ [ألفية في التاريخ] نقل المقري عنها في (نفح الطيب)، ويروى انها كانت شائعة متداولة بين الناس. وتتضمن الحديث عن (فتح الأندلس)و(الوقائع التي جرت بين المسلمين والنصارى).

أغراضه الشعرية

1 ـ الغزل : وهو الغرض الغالب على شعره.
2 ـ الهجاء : وقد عرف بمعان هجائية لافتة كـ ( التعريض والانذار والوعيد)، وهجاؤه امتداد لحضوره الإجتماعي والسياسي [أي يهجو أناس اختلف معهم سياسيا واجتماعيا ].
3 ـ المديح : وقد غلب عليه المديح السياسي وعرف بمديح أسرة عبد الرحمن الداخل.

خصائص شعره

1 ـ وضوح العاطفة في شعر الغزل عنده على نحو لافت.
2 ـ التزامه بعناصر الإيقاع المألوفة في الشعر العربي القديم.
3 ـ الصور الشعرية في سائر أشعاره بيانية بامتياز.
4 ـ بناء قصيدته تقليدي قائم على وحدة البيت أو وحدة الغرض ، وليس التماسك العضوي للقصيدة.

أنموذجان من شعره

لما كان من الشعراء الذين قاربوا المئة عام فقد صدر عنه شعر في الزهد لكنه منفعل بمعاني الإغتراب ، كقوله في الزهد والحكمة:

أصبحت والله محسودا ً على أمد        من الحياة قصير غير ممتــــــــد
حتى بقيت بحمد الله في خلــــف         كأنني بينهم من خشية ٍ وحـــدي
وما أفارق يوما ً من أفارقـــــــه        إلا حسبت فراقي آخر العهــــــــد
أنظر إليّ إذا أدرجت في كفنــــي        وانظر إلي إذا أدرجت في اللحـد
واقعدْ قليلا وعاين من يقيم معي        ممن يشيع نعشي من ذوي ودي
هيهات ، كلهم في شأنه لعـِــــبُ        يرمي التراب ويحثوه على خـدي

ومن غزله في أخريات حياته ، قوله :

قالت : أحبك. قلت: كاذبـة    غري بذا من ليس ينتقـــــد
هذا كلام لست أقبلــــــــــه    الشيخ ليس يحبه أحـــــــــد
سيان قولك ذا، وقولك إنْ    ن َ الريح نعقدها فتنعقـــــــد
أو أن تقولي : النار باردة   أو أن تقولي : الماء يتقــــد


ابن عبد ربه الأندلسي

حياتـــــه
احمد بن محمد عبد ربه الاندلسي (246 ـ 328 هـ ) ولد ومات في العصر الأموي الأندلسي، وقد لقب بألقاب أشهرها : (شاعر الأندلس ومليح الأندلس)، ويذكر الدارسون أن المتنبي وصفه بأنه أشعر أهل زمانه.

موضوعات شعره
لم تختلف موضوعات شعره عن سائر الشعر في عصره، وقد اشتهر بأغراض أو موضوعات هي: المدح والهجاء والغزل والرثاء والوصف والفخر والحماسة. وكلها ارتبطت بأحداث عصره السياسية والاجتماعية.

أنموذج من شعره
قصيدته في وصف الحرب التي جاء في المقطع الأول منها :

قد أوضح الله للإســـــــلام منهاجـــــــا     والناس قد دخلوا في الدين أفواجا
وقد تزينت الدنيـــــــا لساكنهـــــــــــــا     كأنما ألبست وشيـــــا وديباجـــــــا
مات النفاق وأعطـــــــى الكفر ذمتــــه     وذلت الخيل إلجاما وإسراجـــــــــا
وأصبح النصر معقـــــــودا بألويـــــــة     تطوي المراحل تهجيراً وإدلاجـــــا
أدخلتَ في قبة الإســـــــلام مارقـــــــة[1]     أخرجتها من ديار الشرك إخراجــا
في نصف شهر تركت َ الأرض ساكنة     من بعد ما كان منها الظهر قد ماجا
تملى بك الأرض عدلاً مثلما ملئــــــت     جورا ، وتوضح للمعروف منهاجــا

يجمع االدراسون على وصف شعره بأن أسلوبه الشعري بصفة عامة أصيل سهل التناول مع نغمة موسيقية وحاسة فنية تعطي الدارس دليلا على وفرة التجربة وأصالة الشاعرية وطول النفس الشعري. وتنوع اتجاهاته، مع اتصاف الخطاب الشعري بعمق الفكرة ودقة الصورة وخصب المعاني.

أما آراء الدارسين فيه:

1 ـ يرى د.إحسان عباس: أن كثيرا من شعره قائم على الكد الذهني والقصد الموضوعي، وجزء قليل منه قائم على البديهة والسهولة وطابع الإرتجالية.
2 ـ يرى الدكتور أحمد هيكل: أن شعره متعدد الإتجاهات، فمرة محافظ جداً، ومرة محدث ومرة ينزع للبساطة والغنائية وأخرى ينزع منزعا شعبيا.

ملاحظة فنية

كتب ابن عبد ربه في اتجاهين غير مألوفين في عصره، هما:

أ ـ المعارضات :  وهي قصائد يكتبها شعراء معارضين فيها قصائد لشعراء آخرين سبقوهم بالشكل الذي تكشف المعارضات عن إعجاب الشعراء اللاحقين بالشعراء السابقين. فهم ينسجون على منوالهم. معارضين حينا ومجارين أحيانا أخرى. وغالبا تأتي قصيدة اللاحق أقل جودة فنيا من قصيدة الشاعر السابق.

ب ـ الممحصات : وهو فن أوجده الشاعر ابن عبد ربه ، فقد قام بإعادة صياغة قصائده القديمة التي قالها في شبابه والتي كان فيها مجون او مبالغة في الغزل ، وجعلها تتلاءم مع عمره البالغ قرابة 100 عام حين زهد . ولأنه محّص القصائد الأولى ؛ أسماها (الممحصات).



النثر في العهد الأموي /الأندلسي

ملاحظة عامة
لما كان الجيل الذي عاش عهد الفتح والولاية والامارة جيلا نشأ على الثقافة العربية التقليدية (المشرقية) فقد اشار الدارسون الى غياب الهوية الأندلسية عن فنون النثر التي عرفها أهل الاندلس، والسبب يرجع الى ان الجيل الذي تمثل ثقافة البيئة الأندلسية لم يكن قد انتج بعدُ من الفنون ما يمثل تلك البيئة وخصوصيتها.
وقد اشار الدارسون الى ثلاثة فنون اتضحت ملامحها لأسباب سياسية ودينية، أكثر منها ثقافة أندلسية، وتلك الفنون هي :
·        فن الرسائل
·        فن الوصايا
·        فن الخطابة

1 ـ فن الرسائل  :  (تحديدا الرسائل السياسية)
وهو فن نثري قوامه نص إبداعي أو موضوعي يكتبه أديب أو كاتب في موضوع معين أو شأن من شؤون الحياة. قد يعتمد فيه الوصف أو السرد أو الحكاية أو غيرها. وأشهر أنواع الرسائل في هذه الحقبة هي الرسائل السياسية.
س : لماذا كانت الرسائل السياسية أشهر أنواع الرسائل في العهود الأولى للأدب الأندلسي.
ج  : لأن الانشغال المهيمن على واقع حياة الناس في تلك العهود هو الشأن السياسي. فالدولة في أول تأسيسها، وكان انشغال الأمراء في تلك المرحلة هو بناء الدولة.فغلب ذلك على مخاطباتهم سواء ما كان في شؤون سلمية أم حربية أم إدارية وغيرها. ولعل الرسائل الديوانية هي ابرز تلك الرسائل.

2 ـ فن الوصايا :
وهو خطاب نثري يتضمن معانيَ في النصح والتوجيه والإرشاد ، هي خلاصة تجربة السابق، يقدمها الى اللاحق. وقد تكون من الآباء الى الابناء، أو الملوك لولاة عهدهم، أو من الأئمة لسائر الناس. والفرق بين الوصية والرسالة هو ان الوصية تتضمن خلاصة تجربة من السابق الى اللاحق .

ومن أشهر أشهر الوصايا في تلك الحقبة:هي وصية الحكم الربضي الى ابنه ، جاء فيها

(( إني قد وطدت لك الدنيا. وذللت لك الأعداء.وأقمت أود[اعوجاج] الخلافة. وأمنت الخلاف والمنازعة.فاجر على ما نهجت لك من الطريق.واعلم أن أولى الأمور بك وأوجبها عليك: حفظ أهلك ، ثم عشيرتك، ثم الذين يلونهم من مواليك، وشيعتك؛ فبهم أنزل ثقتك...))

تحليل الوصية
·        الخطاب في الاتجاه اللغوي جاء بجمل قصيرة.
·        الخطاب على مستوى المعنى : ان الحكم هو حكم اسرة وإذا توسع فانه يشمل القبيلة.
·        الخطاب الثالث، هو ان الحكم لا يمت الى الاسلام بصلة،لأن الاسلام يرفض القبيلة. فالنص اشتمل على ثلاثة خطابات[خطابات معنى النص] تدل على خطاب شامل وهو الاستحواذ على الملك.

3 ـ فن الخطابة
الخطبة : نص نثري يلقيه خطيب على جمع من المتلقين أو السامعين معبرا عن معان في شأن من شؤون الحياة. وأشهر أنواع الخطب في تلك الحقبة: الخطب الدينية ثم العسكرية ثم السياسية.
ومن أشهر الخطب في عهد الفتح : خطبة طارق بن زياد التي ذكرها الدارسون بأكثر من رواية. وأشهر تلك الروايات ما يأتي:
الرواية الأولى

(( أيها الناس : إلى أين المفر؟ البحر وراءكم. والعدو أمامكم. فليس لكم ـ والله ـ الا الصدق والصبر. فإنهما لا يغلبان. وهما خيران منصوران. لا تضير معهما قلة. و لا ينفع معهما الحذر، والكسل، والاختلاف، والفشل ، والعجب كثرة.
أيها الناس : ما فعلت من شيء فافعلوا مثله. إن حملت فاحملوا. وإن وقفت فقفوا. وكونوا كهيئة رجل واحد في القتال. واني لصادم الى طاغيتهم، لا اتهيبه حتى أخالطه، أو أقتل دونه. فلا تهنوا ولا تنازعوا، إن قتلتُ. فتفشلوا وتذهب ريحكم، وتولوا الأدبار لعدوكم، فتبيدوا؛ بين قتيل ومأسور...))

الرواية الثانية

 ((أيها الناس : أين المفر؟ والبحر من ورائكم. والعدو أمامكم! فليس لكم ـ والله ـ الا الصدق والصبر. الا ، وإني صادم إلى طاغيتهم بنفسي. لا أقصر حتى أخالطه أو أقتل دونه...)))

ملاحظة  :  الرواية الثانية أقرب الى الحقيقة جزئيا. فالرواية الأولى بعيدة عن الحقيقة. وتقوم أربعة أدلة تاريخية وفكرية ، ثم يقوم دليلان فنيان. والأدلة بمجموعها تضعف نسبة الخطبة الى طارق بن زياد.
1 ـ الأدلة التاريخية والفكرية :   تشكك في نسبة الخطبة الى طارق بن زياد:
·        لا تتلاءم بعض معاني الخطبة مع الروح الإسلامية للخطب العسكرية في القرن الأول اذ لم يعرف الإغراء بالماديات فقط على حساب المغريات الروحية المتصلة بثواب الله.
·        كان طارق بن زياد حديث العهد بالإسلام. وهو من البربر وليس من العرب لذا من المستبعد ان تتصف لغته بهذا الثراء والغزارة.
·        ترد في الخطبة معلومات تاريخية مغلوطة من قبيل (اليونان) في حين اعتاد المسلمون ان يذكروا الرومان وليس اليونان.
·        ان الخطبة تضمنت القول : بان الوليد بن عبد الملك هو من اختار جيش طارق بن زياد، في حين كان موسى بن نصير هو القائد الذي انتخب لذلك الجيش.

2 ـ الأدلة الفنية :

·        لا تنسجم الخطبة في أسلوبها وخصائصها مع خطب القرن الأول الهجري؛ لاعتمادها على السجع المتكلف في حين ابتعدت خطب القرن الأول عن فن السجع.
·        لم تتضمن الخطبة اقتباسات قرآنية كثيرة ، كما هو معتاد في خطب ذلك العصر.

الخلاصة

ان الذي يرجحه الدارسون : ان هناك خطبة قصيرة موجودة لطارق، ولكن الرواة تناقلوها وأضافوا اليها.  ويرجح اغلب الدارسين انها من ثلاثة أسطر أو أربعة.


النثر في عهد الخلافة   316 ـ 400
وسمي بعصر الخلافة لان الامويين قالوا: ان الخلافة العباسية بيد الاتراك لهذا تحولوا من الامارة الى الخلافة. وتعد هذه المدة(316 ـ 400) من أقوى الحقب في العصر الأموي في الأندلس، حيث كان جيشهم أقوى من جيش الخلافة العباسية.

أولا : الخطابة :
هي فن نثري صعب، لأن الخطباء لم يكونوا يقرأون من ورقة، لذلك كثيرا ما يرتج عليهم.

من خطبة منذر بن سعيد
قيلت (336هـ) بمناسبة قدوم وفود من القسطنطينية[اسطنبول الحالية]حيث كانت عاصمة الدولة الرومانية وقد قدم وفودها الى الخليفة الاندلسي وكان هناك زخم بشري من الملوك والأمراء، وحين صعد ابو علي القالي ارتج عليه. فقام منذر بن سعيد مكانه وقال:
(( أما بعد حمد الله وثنائه ، والتعداد لآلائه، والشكر لنعمائه، والصلاة والسلام على محمد صفيه وخاتم أنبيائه[2]. فإن لكل حادث مقاما، ولكل مقام مقالا. وليس بعد الحق الا الضلال [3]. وإني قد قمت في مقام كريم. بين يدي ملك عظيم [4]. فاصغوا إلي معشر الملأ بأسماعكم. والقفوا عني بأفئدتكم [5]. إن من الحق أن يقال للمحق صدقت. وللمبطل كذبت. وإن الجليل تعالى في سمائه. وتقدس بصفاته وأسمائه، أمر كريمه موسى، صلى الله على نبينا وعلى جميع انبيائه: أن يذكر قومه بأيام الله ـ جل وعز ـ عندهم. وفي رسول الله (ص) أسوة حسنة ...))
ملاحظة : لا يوجد شيء جديد في الخطبة لأن الخطبة الإرتجالية تكون جاهزة بالأصل من حيث المعاني .
خصائص خطبة منذر بن سعيد
1 ـ الجمل قصيرة
2 ـ تركيب بلاغي جيد
3 ـ استشهاد بالآيات والأحاديث أما بألفاظها أو بمعانيها.

أشهر الفنون النثرية في عهد الخلافة
1 ـ الرسائل الديوانية  : هي المخاطبات التي تصدر من ديوان الإمارة الى الدوائر التابعة له. وهناك تخصص لموظف اسمه (كاتب الديوان) وكان يختار من الأدباء. ويقابله الآن (كاتب خطب الرئيس)
2 ـ الرسائل الإخوانية : وهي مراسلات متبادلة بين أدباء كبار سواء كانوا اخوانا أم لا. وتسمى بذلك، لغلبة الصفة الإنسانية عليها
3 ـ المراسلات العامة : وهو ما خرج عن النقطتين السابقتين.
4 ـ المحاورات  : هي رسائل الجدل والحوار بين الأدباء والمفكرين، التي تصل الى نتائج مثمرة. وتدور تلك المحاورات حول فكرة مشتركة غالبا.
5 ـ الخطابة : وقد أوضحنا هذا الفن النثري سابقا.
6 ـ الوصف  : وهو خطاب نثري يصف به أديب ما موضوعا ما وصفا فنيا أو وصفا موضوعيا مباشرا. وهو غرض في الشعر معروف. أما في النثر فان القطعة النثرية تكون كلها وصفا.
7 ـ الهجاء  : وهو نص نثري يقوم صاحبه بإضفاء الصفات السلبية على خصمه.
8 ـ المواعظ :نص نثري يقوم على معاني النصح والارشاد والتوجيه. ويستمد الواعظ معانيه من القرآن والسنة.
9 ـ المناظرات والمنافرات  : عبارة عن نقاش فكري بين انثنين
10 ـ الحكايات والرسائل القصصية  : فن نثري قائم على السرد والحادثة والأشخاص في زمان ومكان معينين. والتراث العربي بني على الحكاية بعد الإسلام.


كتاب العقد الفريد  ( لابن عبد ربة )

جاء تأليف الكتاب سنة 322هـ وعنوانه ( العقد الفريد ) في خمسة وعشرين بابا حمل كل باب اسم (جوهرة) واختار اثنتي عشرة جوهرة لأبواب الكتاب وقابلها باثنتي عشرة جوهرة أخرى ثم جعل واسطة الكتاب جوهرة هي الخامسة والعشرون وكل كتاب جوهرة جاء بجزأين فاجتمع الكتاب بخمسين جزءا في خمسة وعشرين كتابا بدأها بلؤلؤة السلطان وختمها باللؤلؤة التي ذكر فيها الفكاهات والملح والنوادر

منهج الكتاب
اعتمد الكاتب المنهج الموضوعي حيث قام على اختيار الأخبار ثم تنسيقها بحسب مواضيعها دون ذكر الأسانيد والرواة.
أهم مصادر الكتاب  : وكل هذه الكتب مشرقية، لأن الأندلسيين كانوا يقلدون العباسيين لغاية القرن الرابع :
1 ـ عيون الاخبار /  لابن قتيبة
2 ـ البيان والتبيين  /  للجاحظ
3 ـ طبقات فحول الشعراء  /  لابن سلام
4 ـ السيرة  /  لابن هشام
5 ـ كليلة ودمنة  /  لابن المقفع
6 ـ دواوين الشعراء الجاهليين والإسلاميين

من آراء معاصري الكتاب بالعقد الفريد
قال الصاحب بن عباد حين اطلع على العقد الفريد : هذه بضاعتنا ردت الينا، فقد ظننت أن الكتاب يشتمل على أخبار بلادهم، فاذا به يشتمل على اخبار بلادنا.

دراسات  المُحدَثين للعقد الفريد
وصف الدارسون المعاصرون الكتاب بأنه عظيم القيمة تاريخيا وأدبيا وعلميا، وهو ذخيرة أدبية حافلة بالنصوص القيمة شعرا ونثرا ، وهو موسوعة ثقافية عربية عامة. وممن درس الكتاب:

1 ـ رسالة دكتوراه لجبرائيل جبوري في (1933) عنوانها : ( ابن عبد ربة والعقد الفريد )
2 ـ دراسة احمد هيكل  : في كتابه  ( عن الأدب الاندلسي )
3 ـ دراسة الطاهر احمد مكي
4 ـ دراسة للدكتور محمد رضوان الداية

أهداف الكتاب

ذكر ابن عبد ربه الأندلسي ان اهدافا كثيرة دفعته الى تصنيف الكتاب ،أهمها:
1 ـ تعريف الأندلسيين بالمشرق ونقل الأخبار والمعلومات من المصادر المشرقية الى الاندلسيين المعجبين بالمشرق وعلومه وآدابه.
2 ـ تعريف أهل المشرق بأخبار الأندلسيين ، ولاسيما فيما ينفرد به الأندلسيون ولا نظائر له في المشرق الإسلامي.
3 ـ تقوية ثقة الأندلسيين بأنفسهم بأنهم قادرون على انجاز ما توصل إليه المشرق.
4 ـ تضمن الكتاب أشعار ابن عبد ربه الأندلسي وهي تزيد على ألف بيت موزعة في ثنايا الكتاب ، وهذا هدف شخصي لنشر شعره موزعا.
5 ـ ترجمة لشعراء الأندلس حتى عصره.

الأدب في عصري الطوائف والمرابطين

الشعــــــــــــر في عصري الطوائف والمرابطين

أولا : الغزل
هو نص شعري يتخذ فيه الشاعر من التغني (التغزل) بالموصوف مادة له وقد يكون الموصوف (المتغزل به) امرأة أو رجلا أو حيوانا أو شيئا آخر.

مميزات لغة الغزل

1ـ غلبة العاطفة الجياشة
2 ـ النزعة الغنائية العالية
3 ـ إظهار المحاسن والمفاتن المغرية

أشهر من كتب الغزل في هذه الحقبة ، هو : ابن زيدون صاحب ولادة بنت المستكفي وتعد نونيته أنموذجا في هذا الاتجاه ، ومطلعها:
أضحى التنائي بديلا من تدانينا     وناب عن طيب لقيانا تجافينا

ثانيا : المديح

هو نص شعري يتخذ فيه الشاعر من الصفات الايجابية للممدوح مادة موضوعية فنية لخطابه الشعري. وقد كان المديح في أوله عند العرب غير تكسبي، إنما هو رد جميل للممدوح، ثم صار بعد ذلك تكسبيا، أي إن الشاعر يمدح الممدوح ليحصل على المال. ويرى القدماء أن النابغة الذبياني أول شاعر تكسبي في الجاهلية.

مميزات قصيدة المديح

1 ـ جزالة اللغة وأصالتها
2 ـ التغني بالفضائل الممدوحة والمعاني النبيلة التي يضفيها الشاعر على الممدوح
3 ـ توظيف الإيقاعات العالية واللغة الخطابية اللافتة والصور البيانية الموحية

ملاحظة : يرى الدكتور إحسان عباس ان شعراء المديح والمناسبات العامة في الاندلس كانوا على اتجاهين هما:
1 ـ شعراء بلغوا أعلى المناصب في الدولة فكانوا أمراء ووزراء ، مثل ( ابن زيدون) و ( ابن عبدون)  وكان يطلق على الشاعر المجيد في الشعر والنثر منهم لقب ( ذو الوزارتين).
2 ـ الشعراء الجوالون الذين لا يلتزمون ممدوحا واحدا أو اتجاها واحدا، إنما هم يتجولون بحسب ما يحصلون عليه من أموال.

ثالثا : الرثاء  :   هو نص شعري يتخذ فيه الشاعر من الصفات الايجابية للمتوفي مادة لخطابه الشعري.

مميزات الرثاء

1 ـ غلبة العاطفة الحزينة على نحو لافت.
2 ـ توظيف معاني الزهد والحكمة وإشاعتها.
3 ـ إظهار المعاني الإسلامية وكل ما يشيع الموعظة ويدل على الحكمة. وقد يرثي الشاعر إنسانا أو حيوانا أو مدينة. ومما تميز به الشعر الأندلسي هو رثاء المدن.

أنواع  الرثاء

1 ـ التأبين   : هو إظهار الصفات الحسنة للميت.
2 ـ الندب    : هو البكاء والنواح على الميت بعبارات حزينة.
3 ـ العزاء : هو إشاعة معاني التصبر والحكمة والموعظة لكي يتعظ الأحياء من عبرة الموت، وللتخفيف عن حزن ذوي الميت.

رابعا : الزهد والتصوف

1 ـ الزهد
هو نص شعري يكشف فيه الشاعر عن زهده بمغريات الحياة وعدم الانقياد لرغباته وأهوائه. ولهذا تشيع في الزهد معاني الحكمة والموعظة والنصح والإرشاد وغيرها.

2 ـ التصوف :     هو نص شعري يوظف المتصوف فيه كيفية انقطاعه الكلي لله سبحانه و تعالى. فهو يصفي نفسه تصفية وتصوفا خالصا لله لأنه يجد الدنيا ناقصة كلها، ويتصوف لله حيث الكمال المطلق والبعد عن النقص.

آراء في التصوف
1 ـ غالبا ما يشيع شعر التصوف على اثر الأزمات والانتكاسات والنكبات الكبرى.
2 ـ يرى الدارسون أن التصوف مرحلة تالية للزهد وهي مرحلة متطورة عنه.

أهم الشعراء في عصري الطوائف والمرابطين

أولا : ابن دراج القسطلي ( ت 142 هـ ) ( من شعراء عصر الطوائف)

اسمه : احمد بن محمد بن العاص بن دراج القسطلي.
نسبه : إلى مدينة قسطل وهو من قبيلة (منهاجة) البربرية.

ابرز مواضيع شعر ابن دراج

1 ـ يشكل المديح أكثر من ثلث شعره.
2 ـ يأتي الوصف اتجاها عاما في شعره، ويتوزع بين وصف المعارك ووصف الطبيعة و الوصف المتخيل.

أشهر خصائص شعر ابن دراج

1 ـ جزالة اللفظ
2 ـ أصالة المعنى، حتى انه لقب بـ (متنبي الأندلس ) حيث يقول ابن حزم الأندلسي : ((لو قلت انه [المتنبي] لم يكن اشعر من ابن دراج لم أبعد))
 3 ـ له معارضات شعرية أشهرها قصيدته الرائية التي عارض فيها أبا نواس.
4 ـ لم يكن شاعرا فطريا بل هو شاعر بارع مقلد يجيد صنعة الشعر و آلة الكلام.

آراء الدارسين المحدثين في شعره

يرى الدارسون المحدثون أن شعره اتصف بصفتين رئيسيتين هما :
1ـ سعة ثقافته الشعرية وثراء منابعها الإسلامية والحضارية.
2 ـ كان ديوانه مرآة صادقة لحياة عصره فقد تفاعل مع أحداث زمانه وعبر عنها شعريا.

انموذج من شعره  قال في مديح سليمان بن الحكم الملقب بـ ( المستعين) وقد قيلت هذه القصيدة في 407 هـ 

هنيئا لهذا الدهر روح وريحــــان      وللدين والدنيا أمان وإيمــــــــــــان
بأن قعيد الشرك قد تـُل عرشــــه       وان أمير المؤمنين سليمـــــــــــان
وأنقذ دين الله من قبضة العـــــدى      وقد قاده للشرك ذل وإذعـــــــــــان
وجدد للإسلام ثوب خلافــــــــــة      عليها من الرحمن نور وبرهــــــان
به شــُـد أزر الملك وابتهج الهدى      وفاض على الإسلام حسن وإحسان

الــنـــثــــــر في عصري الطوائف والمرابطين     (  كتابــــــــــان نثريـــــــــــان  )

طوق الحمامة : ابن حزم الأندلسي : يصنف في باب الرسائل

ابن حزم الأندلسي ت 456 هـ وهو من شعراء الأندلس ولم يصلنا شعره كاملا. وهو من أدباء الأندلس الذين كتبوا في السياسة والفقه وعلوم الحديث وتاريخ الأدب.
وأشهر ما وصلنا عنه رسالته ( طوف الحمامة) وهو كتاب تناول فيه عاطفة المحبة الإنسانية جاعلا من عالم النساء مادة له. فهو رسالة في صفة الحب ومعانيه و أسبابه وأغراضه.
يقع طوق الحمامة في 30 بابا، تتبع في تلك الأبواب الحب في نشأته وتطوره وأغراضه ودرجاته وأنواعه ومكامن السعادة فيه وكذلك مكامن التعاسة.
يقول ابن حزم (( قسمت رسالتي هذه على 30 بابا: منها في أصول الحب 10 أبواب، فأولها :مائية الحب ثم في علامات الحب ثم باب في من أحب في النوم ثم باب في ذكر من أحب في الوصف ...الخ ))

لغة ابن حزم   :    امتازت لغته في طوق الحمامة بما يأتي :

1 ـ معجم ألفاظ مأنوسة مألوفة، شاع كثير منها في لغة الغزل
2 ـ اتصف تركيب الجملة عنده بالانسيابية والبعد عن التكلف ولم يأخذ بمحسنات اللفظ والمعنى .
3 ـ كان يستشهد بأشعار العذريين وأهل الغزل.
4 ـ انتفع من أساليب الحكاية وعناصرها بلغة سردية (حكائية مألوفة).
5 ـ بدا  كتابه أو رسالته أقرب إلى التأثير في الجمهور الثقافي العام أكثر من كونه موجها إلى الوسط الثقافي.

التوابع والزوابع : ابن شُهيد الأندلسي

ابن شهيد الأندلسي ت 426 هـ : يعد من شعراء وأدباء الأندلس. وله ديوان شعر كبير نسج فيه على منوال القدماء في اللغة والبناء والموضوع.
وله في النثر التأليفي مصنفات لم تصل إلينا. أما في النثر الفني الخالص، فأشهر ما وصلنا عنه : رسالته : (التوابع والزوابع) وهي قصة خيالية مشابهة لرسالة الغفران للمعري. وهو  معاصر لأبي العلاء المعري.
يحكي في قصته رحلة في عالم الجن اتصل من خلالها بشياطين الشعراء وناقشهم وناقشوه وأنشدهم وأنشدوه، وعرض في أثناء ذلك بعض آرائه في الأدب واللغة وكثيرا من نماذج شعره ونقده وكذلك من نماذج نثره. و دافع عن فنه وانتزع من شياطين الشعراء الذين حاورهم شهادات بتفوقه بالشعر والنقد.
اختار ابن شهيد لرسالته اسم التوابع و الزوابع ، لأنه جعل مسرحها عالم الجن. فالتوابع: جمع تابع أو تابعة وهو الجني ّ أو الجنية. والزوابع: جمع زوبعة: وهو اسم شيطان.
وجه ابن شهيد رسالته الى شخص كناه أبا بكر وأخذ يقص له كيف نبغ واجتهد وصار ابن شهيد الأديب الكبير.
ومن الشعراء الذين استحضرهم : امرؤ القيس وطرفة بن العبد وقيس بن الخطيم وأبو تمام والبحتري والمتنبي وأبو نؤاس وغيرهم كثير.



العناصر المشتركة بين التوابع والزوابع ورسالة الغفران

1 ـ تضمنت كلتا الرسالتين عرضا لمشكلات أدبيه بطريقة قصصية.
2 ـ اتخذ ت كلتا الرسالتين عالما آخر غير دنيانا هذه. هو عالم الجن والشياطين مسرحا لأحداثها.
3 ـ كلتا الرسالتين استدعيتا شخصيات شعرية وثقافية من العالم الآخر واحتكمت إليها وسمعت حكمها.
4 ـ كلتا الرسالتين استشهدتا بطروحاتهم وآرائهم في الأدب والحياة.

أشهر نقاط الاختلاف بين الرسالتين

1 ـ جعل أبو العلاء الدار الآخرة بفردوسها وجحيمها مسرحا لأحداث رسالته. بينما جعل ابن شهيد دار الجن بأرضها الغريبة وأجوائها العجيبة مسرحا لأحداث رسالته.
2 ـ انصب اهتمام المعري على المشكلات الفلسفية والمعضلات الدينية، بينما انصب اهتمام ابن شهيد على القضايا الأدبية والبيانية والأحكام النقدية.
3 ـ نقد المعري لا يثبت أفضليته بينما ابن شهيد يخرج نفسه الأفضل.

مصادر ابن شهيد في رسالته

1 ـ التراث العربي قبل الإسلام وخاصة التراث الشعري
2 ـ تراث العرب في الحكايات والقصص والأخبار.
3 ـ  حادثة الإسراء والمعراج التي ثبتت صحتها في القرآن والسنة.

س  : من تأثر بمن المعري في رسالة الغفران أم ابن شهيد في التوابع والزوابع؟
ج   : لمّا كان كل منهما قد اطلع على قصة الإسراء والمعراج المألوفة إسلاميا، وقصة الكوميديا الإلهية لدانتي المعروفة في التراث اللاتيني الغربي، ولما كانا قد عاشا في عصر واحد ؛ تعذر الحكم القاطع بأيهما تأثر في الأخر.  ولكن أغلب الدارسين المعاصرين يقولون بتأثر ابن شهيد بالمعري مستندين إلى :

1 ـ شهرة أبي العلاء وذيوع صيته وانتشار أدبه وطروحاته ولاسيما كتابه رسالة الغفران.
2 ـ كان أدباء الأندلس حتى عصر ابن شهيد يقلدون الأدباء العباسيين. وبناء على ذلك يعدون ابن شهيد مقلدا للمعري في رسالة التوابع والزوابع.

الأدب في دولتي الموحدين وبني الأحمر
540 ـــ 897
أسباب التقليد
يمثل الأدب في دولة الموحدين امتدادا لنزعة التقليد التي شهدتها أجناس الأدب، سواء أتصل الأمر بالشعر أم بالنثر الفني الخالص أم بالنثر التأليفي. ودواعي ذلك التقليد يعود إلى:
1 ـ التقليد شأن عام في شؤون الحياة في ذلك العصر. في السياسة والاجتماع والأدب بشكل خاص. ذلك لأن عصرهم كان ساكنا في كل شيء. فالحكم وراثي والمجتمع قبلي تقليدي وهذا قد انعكس على الأدب فكان تقليديا.
2 ـ كان أدباء الأندلس ينظرون إلى أدباء المشرق العربي بوصفهم تجارب يتوقون لتقليدها. ويجتهدون في الوصول إلى مرتبتها في الفنون كلها. حتى إن النحوي الأندلسي كان يلقب بـ ( سيبويه الأندلس) والشاعر المجيد يلقب بـ ( متنبي الأندلس). فقد أبدع الأندلسيون في الفلسفة فقط . فقد كانت نزعتهم عقلية لذلك ضعف التصوف عندهم بعكس المشرق الذي كانت فلسفته روحية.
3 ـ كان توظيف الأدب والفنون لأغراض السياسة محصورا في دائرة أصحاب القرار، ولم يكن شاملا بشكل كبير لجوانب الحياة الأخرى بسبب غلبة غير العرب وقوة اللهجات المحلية عند العرب أنفسهم على لغة التعامل والإبداع الفني، ولم يكن هذا الأمر ملحوظا بقوة في المشرق العربي.

الشعر في دولتي الموحدين وبني الأحمر

اتجاهات الشعر في دولتي الموحدين وبني الأحمر

1 ـ اتجاه الشعر الوجداني الغنائي: ويُرى فيه شعر الغزل والنسيب والتشبيب والأغراض الشائعة في العربية.
2 ـ اتجاه الشعر السياسي : ويتركز في غرض رئيس هو المديح الذي انصب على مديح السياسيين من ملوك وأمراء ورؤساء.
3 ـ اتجاه شعر الوصف : وقد تميزت به القصيدة الأندلسية ولاسيما وصف الطبيعة، ويعد الدارسون اتجاه الوصف عند الأندلسيين اتجاها تجديديا تفوقوا فيه على إقرانهم العباسيين من بعدهم.
4 ـ شعر الموشحات : و يعده الدارسون اتجاها تجديديا في الأندلس أفرزته الثقافة العربية الشعرية في الأندلس.
5 ـ رثاء الأماكن الحضارية ببكائية عالية : وهذا موصول بما شهدته حواضر الأندلس العربية من احتلالات وأشكال تدمير عسكرية.

الشعراء في عصر الموحدين

1 ـ ابن سهل الاشبيلي ( ت 649 هـ ) يعد من شعراء اشبيلية الذين برزوا مبكرا في مرحلة الطفولة وقد نظم الشعر بعمر 10 سنوات. وقد كتب في الموضوعات التقليدية وله آراء في الشعر والنقد و رسائل في الأدب لم يصلنا منها شيء لافت. وقد غلب الشعر السياسي على خطاباته. وقد توفي اثر غرق موكبه في البحر.
وأشهر موضوعاته : شعر الغزل والمديح ، إذ تشكلان ثلاثة أرباع شعره.

عليل شاقه نفس عليــــــــل    فجاد بدمعه أمل بخيــــل
أعد الصبر للأشواق جيشا     فأدبر حين أقبلت القبـول
ومعشوق الشباب له جفون    تعلم كيف تختلس العقول
أنا العبد الذليل ولا فخـــــار    أتمنعني أقول أنا الذليــل
إذا ناديت أنصاري لما بـي     تبرأ مني الصبر الجميـل

2 ـ ابن الجنان الأنصاري الأندلسي

هو محمد بن محمد بن أحمد الأنصاري ( ت 648 هـ ). غلب على موضوعات شعره  المديح النبوي الشريف. ويلقب الأنصاري بشاعر المديح النبوي في القرن السابع الهجري. ذلك لأنه يتصدر شعراء عصره في التفنن بمديح الرسول الأكرم ص . وموضوعاته الشعرية أربع وهي : النبويات ،والإلهيات ، والأخويات ،والرثاء. ومن شعره في الإلهيات قوله

سأصبر حتى ينجز الله وعــــــــــــده      ولابد للرحمن ان ينجز الوعـــــــــــدا
و مازال لطف الله يخرج أزمـــــــــــة     إذا استصعبت عقدا أو استحكمت شدا
فقد وثقت نفسي بوعدك سيـــــــــدي    وقد علقت منه الأذمة والعقـــــــــــــــدا
وحسنت صبري راضيا ومسلمـــــــا     وان كان منا الصبر قد بلغ الجهـــــــدا

مميزات شعر ابن جنان الأنصاري الأندلسي
1 ـ التغني بالخصال النبوية والمعجزات النبوية بشكل استعاد فيه ما قاله المؤرخون نثرا بطريقة هو قالها شعرا. لذلك بدا شعره إلى التعليم اقرب منه إلى الشعر بمعانيه الخيالية.
2 ـ بدا في شعر الإلهيات شاعرا معنيا بالتغني بالرموز الإسلامية والاجتهاد في توظيفها شعريا، غير إن تلك الرموز لم ترتفع في شعره على صورتها الموجودة عليها أصلا.
3 ـ يعد من الشعراء القلائل الذين انقطعوا إلى الموضوعات غير الشائعة. وبدا غير مأخوذ بمغريات الدنيا وأهوائها منقطعا إلى حب الله ورسوله ولم يستهلك شعره بمديح السياسيين.

النثر في عهد الموحدين وبني الأحمر

خصائص النثر في عهد الموحدين وبني الاحمر

1 ـ تنوع الموضوعات وتنوع الأساليب.
2 ـ الرغبة في الوضوح والجزالة وإيقاع المعنى موقعا حسنا من المتلقي.
3ـ توظيف المحسنات البديعية سواء اللفظية أم المعنوية.
4 ـ تأثرت لغة النثر الأندلسي بلغة الأدباء المشرقيين الكبار كالجاحظ وأبي حيان التوحيدي وابن العميد وغيرهم.
5 ـ بالغ كتاب الرسائل في توظيف المحسنات البديعية والصنعة اللفظية كالسجع والطباق والجناس.
6 ـ غلب السجع على عناوين الرسائل .
7 ـ غلب إطلاق الألقاب المجانية على الملوك والأمراء.

لسان الدين بن الخطيب

اسمه : أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني المعروف بابن الخطيب لقب بذي الوزارتين ( القلم والسيف). ولد سنة 713 من أسرة عربية  وقتل سنة 776 وأحرقت مؤلفاته لأسباب سياسية.

مؤلفاته : يذكر المؤرخون  60 كتابا له، وتتوزع في :
1 ـ النثر التأليفي : ويتضمن مؤلفاته في تاريخ الأدب ونقد الشعر والتاريخ وتوثيق أهداف عصره والسياسة.
2 ـ مؤلفاته في  العلوم الصرفة : في علم الأغذية وعلم السموم وفي الطب.
3 ـ مؤلفاته في الشعر : وتتوزع على 3 محاور رئيسة:
·        الرجز       : وله أرجوزة في السياسة من 600 بيتا.
·        الموشحات : وله موشحات كثيرة
·        أشعاره التقليدية في الأغراض الأخرى الشائعة كالمدح والغزل والرثاء...الخ
4 ـ رسائله الأدبية : وتتوزع في مواضيع سياسية وثقافية وإدارية و إخوانيات.

خصائص شعره   :   يجمع الدارسون على انه ابرز شعراء عصره، واتصف شعره بـ :

1 ـ جزالة اللفظ اذ لا تجد العجمة إليها سبيلا، حتى في موشحاته.
2 ـ غنائيتة في الأداء الشعري عالية تصدر عن محورين
·        الأوزان التقليدية والمحسنات اللفظية
·        النزوع العاطفي اللافت لاسيما في الغزل والرثاء
3 ـ صوره الشعرية بيانية بامتياز،غلبت عليها الأساليب الشائعة في البلاغة من تشبيه واستعارة ومجاز وكناية.
4 ـ ابتعدت لغته الشعرية عن الغموض وما يؤدي إليه، وكأنه مأخوذ بالإقناع أكثر من اجتهاده في الصياغات البيانية.
5 ـ تميزت موشحاته بما يلي:
·        عربيتها
·        بعد لغتها عن المولد والعامي
·        التزامها بالأوزان التقليدية في الشعرية العربية
6 ـ لم يخرج عن الأغراض التقليدية في شعر القدماء. وقد شاعت عنده أغراض المدح والغزل والهجاء والحماسة والوصف.
7 ـ يعد شعره من شعر العلماء، فهو يعتمد الإقناع واغلبه سطحي وغير مفتوح للقراءات والدراسات المتعددة
 
قال في الوصف

ألا حدثاها فهـــــي أم العجائــــــــب    وما حاضر في وصفها مثل غائـــــب
هو الخبر الصدق الذي وضحت بـه    سبيل الهدى بعد التباس المذاهـــــــب
سيوفك في أغمادها مطمئنـــــــــــة    ولكن سيف الله دامي المضـــــــــارب
أذا قيل أرض الله إرث عبــــــــــاده    بموجب تقوى أنت أقرب عاصـــــــب
ألست من القوم الذين إذا انتمــــــوا    نمتهم إلى الأنصار غر المناســـــــب؟

التجديــــــــــــــد 

التجديد  : هو الإتيان بشيء غير مسبوق كليا أو جزئيا ً.
التقليد    : هو النسج على منوال السابقين.
التطور  : هو نزوع إلى التجديد، فهو لا يتضمن جديدا ولكنه محاولة للخروج من التقليد.
الحداثة  : قيمة فنية يتضمنها العمل الأدبي تجعل النص مقبولا على مر العصور. فتذوق بعض شعر امرئ القيس من اغلب محبي الشعر يجعله متصفا بالحداثة.
الشعرية  : هي أدبية النص الفني. والنص الفني : قد يكون لوحة أو منحوتة. فعندما نقرأ مقالة صحفية ونجد فيها ما يثير الخيال فإننا نصفها بالشعرية.

التجديد في الشعر الأندلسي    :    هو المظاهر والفنون التي استجدت ولم تكن شائعة في الشعر :

أولا   :  الموشح   : هو نوع من النظم يشبه الوشاح الذي تتخذه المرأة للزينة. وهو كلام منظوم على أوزان  مخصوصة يتألف في الأكثر من 6 أقفال و5 أبيات وفي الأقل من 5 أقفال

أجزاء الموشحة : تتكون الموشحة من 4 أجزاء رئيسة

1.     المطلع أو المذهب  : وهو القسم الأول من الموشحة ويتألف من شطرين إلى ثمانية أو خمسة أبيات، ويسمى في هذه الحالة ( الأقرع) أما التام فهو الذي يبتدئ فيه الشاعر بالأقفال. والأقرع يبتدئ فيه الشاعر بالأشطار.
2.     الدور   : وهو مجموعة الأشطار تتركب من مجموعة من الفقرات مختلفة العدد يتأتى في أشطار متباينة الأقسام. وفي الغالب يتم الالتزام بقافية الدور.
3.     القفل    : وهو مجموعة الأشطر التي تلي الدور وتكون غالبا على غرار المطلع.
4.     الخرجة : وهي القفل الأخير من الموشحة وأهم جزء فيها.

أوليـــــــــــــــة الموشحات
يذكر الدارسون أن أولية الموشحات ترجع إلى مقدم بن معاذ (ت 530 هـ ) أو محمد بن محمود الضرير ت 448  وهناك من ينسبها إلى ابن زهر الحفيد ت 595 .وهناك رأي ضعيف يرى أن الموشح ظهر عند العباسيين وتنسب أولويته لعبد الله بن المعتز.
س :   كيف تعلل اختلاف الدارسين في الوقوف على أولوية الموشح ؟
ج  : يرجع ذلك بشكل رئيس إلى كون الموشح فنا جماهيريا شعبيا عاما، لم يحظ بمقبولية من السياسيين والملوك والأمراء. وظل متداولا بين الجمهور ، وحين شاع وصار مقبولا من الخاصة والعامة، وأخذ الدارسون والنقاد ينتبهون إلى تدوينه؛ تنازعت أسماء كثيرة على ريادته وأولويته. كما تنازعت الحضارات العباسية والأندلسية على أولويته. وبما أن النزاع متأخر عن مراحل بداية الموشح فقد كان من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف.

 البواعث التي أدت إلى نشأة الموشح

1 ـ بواعث حضارية  : وتتمثل في نزعة التجديد في بناء النص الشعري، ولاسيما في عناصره الإيقاعية. ولهذا فان كثير من أوزانه غير موجودة في الشعر العربي التقليدي.
2 ـ بواعث ثقافية  : وتمثلت في استجابة لغة الموشح لإيقاع الحياة وطبيعتها في ذلك العصر. وهذا ما يفسر إقبال العامة على الموشح قبل النخبة.
3 ـ بواعث فنية  : وتمثلت في توفر لغة الموشح على عناصر فنية في الألفاظ والأوزان والإيقاعات الأخرى، وكذلك الصور والأغراض والمعاني، التي لم تستوعبها القصيدة التقليدية.

أغراض الموشحات

شاعت الأغراض التقليدية الرئيسة في الشعرية العربية، وأهمها في الموشح : الغزل والمديح والوصف والرثاء والزهد والتصوف.  وهناك رأي في لغة الموشح يقول إن الوشاحين لم يلتزموا كثيرا بفصاحة اللفظ العربي في كتابة الموشح.   ولهذا شاعت الألفاظ الأعجمية عندهم، ولاسيما في (الخرجة). وقد حاول الشعراء الذين كتبوا الموشحات أن يكتبوا موشحات بعربية عالية اعتادت عليها القصيدة القديمة.


شعر الطبيعة
يعرّف شعر الطبيعة في العربية بأنه: الشعر الذي يصور الطبيعة الحية والصامتة كما تمثلتها نفس الشاعر وصورها خياله.
وشعر الطبيعة لون شعري لم يلتفت إليه الباحثون إلا حديثاً، حيث لم يكن يعد ـ قديماً ـ فناً يستحق أن يُدرس مستقلاً بذاته، وإنما كان يعد فنا يُدرج تحت باب الوصف، الذي كان يتداخل مع معظم أغراض الشعر من: مديح ورثاء وهجاء.
 و شعر الطبيعة  صدىً طبيعي لما تميزت به الأندلس من جمال في الطبيعة بأنواعها: الحية ، والصامتة، والصناعية المتمثلة فيما أبدعته يد الإنسان من قصور ومدن وعمران.
وقد تميز الاندلسيون في شعر الطبيعة وتفوقوا على المشرقيين في ذلك بسبب ما تتميز به الاندلس من طبيعة خلابة اثرت في الشعراء والمؤلفين، حتى ان كثيرا من عناوين الكتب اشتقت منها مثل ( نفح الطيب في غصن الاندلس الرطيب) و (الحدائق) لابن فرج و(حديقة الارتياح في صفة حقيقة الراح) لابي عامر و(الحديقة) لامية بن ابي الصلت الحكيم و(زمان الربيع لابي بكر الخشني) وغيرها الكثير.
وقد تخلى الشعراء الاندلسيون عن المقدمة الطللية لصالح مقدمة وصف الطبيعة. اذ قلما يرد وصف الطبيعة مفردا عن موضوعات الشعر الاخرى الا لدى عدد قليل من الشعراء. وخير من يمثل هذا الامتزاج هو ابن زيدون في قصيدته القافية التي يقول فيها:
اني ذكرتك بالزهراء مشتاقـــــــا       والافق طلق ومرأى الأرض قد راقا
والروض عن مائه الفضي مبتسم       كما شققت عن اللبات أطواقــــــــــا
نلهو بما يستميل العين من زهـــر     جال الندى فيه حتى مال اعناقـــــــــا
كأن أعينه إذ عاينت أرقــــــــــي      بكت لما بي فجال الدمع رقراقـــــــــا
ورد تألق في ضاحي منابتـــــــه      فازداد منه الضحى في العين إشراقـا

رثاء المدن والممالك
من ضمن ما تميز به  الاندلسيون هو رثاء المدن والممالك . وقد اختلف الدارسون في رثاء المدن والممالك، فمنهم من فرق بين رثاء المدن ورثاء الممالك فقال بعض الدارسين:
ان رثاء المدن :هو بكاء الشعراء على المدن التي سقطت بيد الاسبان واستلبت من المسلمين.
وإن رثاء الممالك : هو ما نظمه الشعراء حول الدول التي سقطت بدخول المرابطين إلى الاندلس . وقد عد كثير من الدارسين هذا النوع من الرثاء نوعا واحدا لكنهم صنفوا الموضوع في اتجاهين:
1 ـ الاتجاه الاول : رثاء مدن اندلسية قد خربت وفسد النظام فيها بفعل المحن والفتن التي فتكت بها ويبدو هذا الاتجاه واضحا في عصر الفتنة 399 ـ 422 هـ
قال ابن عبدون في  رثاء دولة بني الأفطس قصيدته المشهورة التي يذكر فيها قسوة الدنيا على العظماء والممالك:
الدهر يفجع بعد العين بالأثـــــــر       فما البكاء على الأشباح والصور
ومن هذه القصية قوله :
وأجزرتْ سيف أشقاها أبا حســـــــــــــن       وأمكنت من حسين راحتي شمــــر
وليتها إذ فدت عمراً بخارجـــــــــــــــــة        فدت علياً بمن شاءت من البشـــــر
وفي ابن هند وفي ابن المصطفى حســن        أتت بمعضلة الألباب والفكـــــــــر
فبعضنا قائل ما اغتاله أحــــــــــــــــــــد        وبعضنا ساكت لم يؤت من حصـر
وأردت ابن زياد بالحسين فلــــــــــــــــم        يبؤ بشسع له قد طاح أو ظفــــــــر
2
2 ـ  الاتجاه الثاني : رثاء مدن اندلسية سقطت بايدي ملوك الاسبان ، وكان ذلك نتيجة متوقعة للحال التي بلغها ملوك الطوائف.
قال ابو البقاء الرندي الأندلسي   في رثاء الأندلس
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصـــانُ     فلا يُغرُّ بطيب العيش إنســـــانُ
هي الأيَامُ كما شاهدتهـا دُولٌ     مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمــــــانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد     ولا يدوم على حالٍ لها شــــــان
يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ     إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصـــــانُ
وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ    كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان

شعر الغربة والحنين
وهو مما تميز به الاندلسيون وقد تالق هذا الموضوع في القرن الخامس الهجري.
وقد أعطت المعاجم العربية  القديمة للغربة والاغتراب معنى واحدا وهو : النوى أو البعد عن الوطن. اما القواميس الحديثة فقد عرفت الغربة : بابتعاد الفرد عن موطنه ، اما الاغتراب : فهو شعور الفرد بالغربة وهو في وطنه وبين اهله ، وسبب ذلك الشعور هو الاختلاف الفكري  والنفسي بينه وبين اهل وطنه.  
ويتجلى الشعور بالغربة والحنين إلى الوطن في جملة أسباب، منها
1.     الرحلة في طلب العلم
2.     الرحلة عن الوطن بسبب فتن بين المسلمين انفسهم
3.     الرحلة عن الوطن بسبب الحروب بين المسلمين والاسبان
قال ابن الجنان في شوقه إلى مرسية التي نزح عنها عندما سقت بيد الاسبان
ولم انتفع بالعيش بعد فراقكـــــــــــم      وان كنت قد هنيت بالعيشة الرغــد
فما ساغ شرب في البعــــــــــاد ولا      حلا   ولو انه التسليم يمزج بالشهد
فداء لأيام التداني وطيبهـــــــــــــــا      زماني وان قل الزمان لما افـــــدي
فقدت بفقديها التأنس كلـــــــــــــــــه     واعجب شيء ان سلمت من الفقـــد
فقل كيف صبري واحتمالي ودونما     اقاسيه ما هد القوى ايما هـــــــــــــد

أثر الأدب الأندلسي في الآداب الأوربية
بات من المؤكد ان الادب الاندلسي كان رافدا مهما من الروافد التي صبت في الادب الاسباني بشكل خاص وفي الآداب الأوربية بشكل عام. وكان هذا التأثير في ثلاثة اتجاهات هي:

1 ـ اثر اللغة العربية في اللغة الاسبانية
ان المفردات العربية التي دخلت اللغة الاسبانية كثيرة جدا . فمن أسماء قصور إلى اسماء أمكنة إلى أسماء المقاييس والموازين حتى ان الأسبان استخدموا أسماء الملابس العربية مثل الجبة والدراعة واللحاف ، كما ان اكثر اسماء الآلات الموسيقية  في اللغة الاسبانية هي من اصل عربي ، كالقيثارة والربابة والنقارة

2 ـ اثر الشعر الأندلسي في الشعر الغنائي الأوربي
لم يكن هذا التأثير سطحيا عابرا بل كان جوهريا ، حيث ان الشعر الغنائي الأوروبي كان يكتب باللغات القديمة الإغريقية واللاتينية ، وقد أدى ذلك إلى انعزاله عن الجماهير. لكنه تأثر بالشعر الأندلسي فاتصل بالجماهير عن طريق كتابته باللغة المحلية.
وقد تفاجأ الدارسون حين اكتشفوا ان شعر الترابودور الأوربي قد ظهر فجأة في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي من دون ان تكون له جذور أوربية . علما ان شعر التروبادور يشبه  فن الموشحات

3 ـ اثر القصة العربية في القصة الأوربية
كان موضوع القصة الأوربية خياليا سحريا ملحميا بعيدا عن الجماهير، وبقيام  كثير من المترجمين الأوربيين بترجمة قصص عربية إلى الفرنسية والالمانية والايطالية والانجليزية؛ بدأت القصة الأوربية تأخذ طابعا شعبيا قريبا من الجماهير. كما ان كثيرا من القصص الأوربية نبعت من جذور عربية مثل:
(وصية كلب) و(الليلة الطويلة)و(الطبيب الشرير) . وقد اقتبس مولير مسرحية ( طبيب رغم انفه) من قصة (الطبيب الشرير) العربية.
وان أول مجموعة قصصية كتبت باللاتينية هي ( محاضرات الفقهاء) أو (ادب العلماء) التي ألفها اليهودي المستنصر( بدرو الفونسو) وتتضمن هذه المجموعة 30 قصة شرقية عربية  تحكي قصة رجل على فراش الموت اسمه (العربي) يوصي ابنا له ويعظه .
وقد نقلت قصة السندباد إلى القشتالية تحت عنوان (مكايدة النساء وحيلهن) وقد استفاد الروائي (بوكاتشيو) منها في روايته ( الليالي العشر).
وقد كان للمقامات العربية تاثير ايضا في الققص الاوربية  كما كان لترجمة  قصة حي بني يقضان لابن الطفيل اثرا واضحا في الادب الاوربي .  علما ان القصص الصوفية العربية كانت اكثر ذيوعا في اوربا.




[1]  ـ مارقة :اسم مدينة أندلسية
[2]   ـ مقدمة جاهزة ليهيئ نفسه
[3]   ـ حِكم جاهزة
[4]   ـ تبرير نفسي لارتجاج القالي
[5]   ـ التوجه الى الجمهور