07 أكتوبر 2011

لقاء مع الشاعر مهند ناطق




مهرجــان الشــارقــة ملىء طمــوحــي 
 وعمـق الأصـرار في نفســي
نهاد شكر الحديثي
12/09/2011
الشاعر الشاب مهنــد ناطــق

اعشــق المعلقات السبع، واغرق في أبيـات  المتـنبــي والجــواهــري والرصــافي واحمد شوقي والقباني ، ولكنـي في ذات الوقــت من اشــد المتحــمسـين للشعــراء الشباب الذين أرى فيهم مشــعل المســتقـبل ، وهــكذا هــي دوالي الدنيـا والأبـداع .
-    لقـاؤنا اليوم مع الشاعـر مهنـد ناطق صالح الحـديثي ، تشير بطاقته انه تولد 1973 وانهى دراسته الاولية في مدينته حديثة وتخرج من جامعة الانبار مهندسا مدنيا ويعمل الأن في المنشأة العامة للفوسفات في عكاشات الفوسفات غرب الأنبـار، شــق طريقـه منــذ دراسـته الأولى وقراءته المبكرة لعيون الادب العربي القديم  منذ مراحل الدراسة الابتدائية  يرفده في ذلك مكتبات بيوتات حديثة العامرة آنذاك فبدأ ولعه بالادب عامة والشعر خاصة وانتقل الى مجاراة ما يقرأ ومحاولة سبر سر هذا البحر الخضم من  الادب العربي الجميل ومحاولة  الانتماء اليه والتفاعل معه...ومع مرحلة الدراسة المتوسطة بدأت اولى محاولات كتابة الشعر  والغريب ان تلك المحاولات لم تكن قاصرة عن الايفاء بقواعد الشعر العربي الاصيل من وزن وقافية وفيها لمحات لاتزال في الذاكرة ..ودعم هذا وذاك كوكبة من مدرسي اللغة العربية في حديثة من الاساتذة المقتدرين والمحبين للادب العربي والمشجعين لكل ابداع وجمال رحمهم الله وحفظ البقية الصالحة منهم، في المرحلة الجامعية شارك في العديد من المهرجانات الأدبية وله دواوين مخطوطة تنتظر الطباعة ويتمنى طبعها يوما  بما يليق بها واعتقد ان النتاج الجيد لم ولن يضيع في دهاليز الوقت ولابد له من ان يظهر يوما ما ..وقد طبعت بطريقة الاستنساخ في العام 2001 وبشكل بسيط مجموعتي الاولى (مزامير الليل) وكانت تجربة متفردة حينها ولي مجموعتان مهيئتان للطباعة  هما (مذكرات دم) و(بقايا الرؤيا) اتمنى لهما ان ترى النور..
-        ماذا عن مشاركاتك بعد الانتهاء من الدراسة الأولية والجامعية؟
 = كانت اولى مشاركاتي القطرية الدعوة الى مهرجان المربد الشعري للعام 1997 وشاركت في ملتقى الشارقة الثامن للشعر العربي من 31/1/2010 ولغاية 6/2/2010 في الامارات العربية المتحدة.. والمشاركة في مهرجان المربد السابع في البصرة الذي انعقد من 23/3/2010 ولغاية 26/3/2010 ومهرجانات مدينة هيت للاعوام 2010 و2011 ومهرجان القائم الثقافي 2011 ومشاكات اخرى مع البيت الثقافي في حديثة وغيرها.
- ماهي قصتك مع ملتقى الشارقة للشعر العربي؟
= بدعوة كريمة من بيت الشعر في الشارقة ومديره الاستاذ الدكتور بهجت عبد الغفور الحديثي والذي كان له الفضل الاسبق في الترجمة لي وذكر بعض اشعاري في كتابه الرائع الموسوعي(حديثة والنواعير في الشعر العربي) وبعد اطلاع اللجنة المشرفة على الملتقى على بعض النصوص عن طريقه تمت دعوتي للمشاركة في الملتقى الذي ضم نخبة من خيرة شعراء العربية تـنوعت اساليبهم وأجيالهم من مختلف الدول العربية وضم الملتقى الى جانب القراءات الشعرية جلسات نقدية وبحوثا قيمة وكانت لمشاركتي فيه والحمد لله صدى طيبا لدى الحاضرين والجمهور الذي تفاعل مع القصائد الاربعة التي القيتها هناك في امسية في خور فكان الاماراتية عدت عروس ليالي الملتقى وخصوصا قصيدة (مذكرات دم عراقي) التي عرضت الحال العراقي ومعاناة اهله وشخصت العلل وابقت الامل فكان لها الاثر الاكبر في نفوس السامعين وهي قصيدة حديثة المبنى تجمع بين العمود والتفعيلة في ثوب حداثي
- الادباء الشباب يحتفظون ببصمات مؤثرة في حياتهم، بمن تأثــرت؟
لم أتأثر بشخصية شعرية محددة بل كان تاثري جمعيا ان صح القول فجميع هذا الارث العربي الابداعي الرائع هو مدعاة للثأثر والتواصل والاستلهام،اما عن نمو الطاقة الابداعية فمرجعه الى بدايات محاولاتي الشعرية في حديثة الجمال لارى نخبة من شعرائها الذين سبقوني في مسيرة الشعر وأطلع على نتاجاتهم ومطبوعاتهم كالاستاذ محمود دللي والاستاذ عادل الدرة والاستاذ عدي احمد والاستاذ خلف دلف والاستاذ طلال سليم والاستاذ ستار الماز والاستاذ صلاح سعيد وغيرهم كثير ثم انتقالي الى الرمادي لاعاصر جيلا رائعا من الاساتذة المبدعين وعلى رأسهم الدكتور حامد الراوي والدكتور علاء المعاضيدي رحمه الله والاستاذ نامق عبد ذيب والمهندس حمد شهاب الانباري والاستاذ علي الانباري والمبدع طلال سالم الحديثي وغيرهم كثير ثم تواصلي مع نخبة من مبدعي هذا الوطن الاجمل منذ تسعينيات القرن المنصرم مثل الدكتور مهدي حارث الغانمي والدكتور وليد الصراف والاستاذ كريم محسن الخياط والمهندس علي فرحان عاشور وغيرهم..
- كيف تنــظر للادباء الشباب ؟
= للاسف الشديد فاني ارى البعض من شبابنا ينحو منحى خاطئا في بداياته فيستسهل النثر ويتجه اليه مباشرة فيلد مولودا خديجا ناقصا وانا لست من اعداء النص النثري بل اكاد ان اكون من اشد مشجعيه ومتذوقيه على ان يولد من رحم العمود والتفعيلة ويستمد من تراثه الخالد مبتعدا عن الفاظ الترجمات والاعيبها..
-        لك مشاركات معروفة مع بعض البيوتات الثقافيــة، كيف ترى هـذه التجــربة؟
= شاركت في الكثير من الفعاليات الثقافية التي تقيمها البيوتات الثقافية العراقية وخاصة البيت الثقافي في حديثة وارى هذه التجربة تجربة  فريدة ومتميزة وارجو ان تتطور الى الافضل  وتتسع مدياتها لتضم  شرائح المجتمع كافة واهيب بالمسؤلين عنها الاهتمام بالطاقات الشبابية وتنمية قدراتها وتوجيهها نحو الامثل والافضل..
-        كلمــة اخيرة؟
= شكري وتقديري لشخصكم الكريم ولجميع الاخوة في (النور)   ونتمنى للجميع الاستمرار والتقدم بأذن الله، كما اتمنى على كافة المسؤولين في محافظتنا العزيزة الاهتمام والرعاية بشكل اكبر لكل الابداعات الادبية والاعلامية والفنية التي تزخر بها محافظتنا الجميلة.
مذكـــــَّـرات  دم عراقي
مهند ناطق ألحديثي

دمي عصافيرُ  فَرَّت   وهيَ ترتطمُ
عن دوحةِ  الروح تنأى ثــُمَّ  تلتحمُ
تأوي إلى حيثُ لا مأوىً ينزُّ على
ربيعِها مخملاً  يغتاله الألمُ
تعجُّ  بينَ ضلوعي لا يخامِرني
شَكٌّ بأنَّ لها ما ليسَ  تُبديهِ
تعودُ حيثُ الفَراشُ الحلمُ منهزماً
بتيهِ أعمارنا 
ليلٌ مـن النائبات السود تتبَعُهُ
بنابها غيرَ أنَّ الضوءَ يُغريهِ
فيستفزُّ جروحاً لا يفارِقُها
إلا على صَرَخاتٍ فيهِ تنكتم
هوَ الوحيدُ الذي ساوى براءتَهُ
بدمعةٍ من عيون الليلِ تنتَظمُ
يقولُ هاتوا  تواريخي اُمزِّقها
اُوزِّعُ الزيفَ في أدراجهِ وَرَقاً
معبأاً بانهزاماتٍ تَقَمَّصَها 
الباقونَ سرّا ولم يعبث بها الندَمُ
أنا هنا... محشدُ الأزمان ثَمَّ على 
كفي اُقلِّبُهُ موتاً وثَمَّ  فَمُ
هُمُ يريدونَ قتلي إنني  خَطِرٌ
صنّاجةٌ نَزِقٌ  لحمٌ   بهِ  ودَمُ
يشيرُ حيثُ مدارُ الشمسِ مدَّعياً
نبوءَةً فلهذا خافَهُ القَزَمُ
قالوا لهُ لا تَمُتْ حُزناً على وطنٍ
تجترُّهُ اليومَ حربٌ في دواخِلِهِ
ممزقٌ كلُّ جلاّدٍ يُساوِرُهُ
هَمٌّ وحيدٌ أكيدٌ ذا تَناهُبُهُ
تنوحُ في لُجَّةِ البلوى سَلائبُهُ
نشيجُه , حُلْمُهُ الورديُّ, كِلمَتُهُ
أموالُهُ, جيلُهُ, صوتٌ, دَمٌ , عَلَمُ
لا تبتئسْ إنْ غَدَتْ قفراً بلاقِعُهُ
سيقبلُ (اللهُ ما يأتونَ والكَرَمُ)
(إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزةً )
فربَّما كانَ ذاكَ الليثُ يبتَسِمُ
إرفقْ قليلاً بنفسٍ كِدتَ تُهلكُها
علامَ تنتَحِبُ؟!
إغرفْ فملْءُ يديكَ السَلبُ والنَهَبُ
كن كيفما الناس كانت في تقلّبها
أزرتْ تقلُّبَّ حرباءٍ بها الشِيَمُ
هذي ديارُ سُليمى ما تزالُ هُنا
ما ضَرَّ أن تَستبيها في الضُحى عَجَمُ؟!
................
سَكَتُّ ,غيرَ عييٍّ غيرَ أنَّ فمي
رأى من الصمتِ ما لا يبلغُ الكَلِمُ
وحدَّقَتْ رؤيتي,مخنوقةً رئتي
بوجهِ قاتلها
وكان أنَّ لها
من ثأرها هممُ
(سيُهْزَمُ الجَمعُ) كلُّ الخائنينَ أنا مُبشرٌ لهمُ بالمِثْلِ
فالحقُّ لابُدَّ أن يعلو ويمتَثِلُ
وعدٌ لهُ أجَلُ
وكلُّ آتٍ قريبٌ -قالت الاُوَلُ-
هذي الدماءُ لها ثأرٌ يلاحقهم
كما تلاحقتِ الأنوار والظُلَمُ
سيُقتَلُ القاتلونَ الناس أجمعهُم
ويُسلبُ السالبونَ الناس كلُهُمُ
ما جئتُ بالذبحِ لكني على ثقةٍ
أنَّ الشعوبَ  من الجاني ستنتقمُ
وأنَّ أرضاً أجابتها الخليقة من
كفِّ الفناءِ ستهوى والهوى ذممُ
لترشفَ الأملَ المَهديَّ من شفةٍ
تضجُّ زوبعةً حيناً واغنيةً
تهمي بها الديَمُ:
هذي الجراحُ بلادي سوفَ تلتئم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق