13 أغسطس 2012

العراق مستعد لمواجهة القنبلة القذرة


كريم محسن الخياط

قبل معرفة استعدادات العراق لمواجهة القنبلة القذرة ،لابد من معرفة ماهية هذه القنبلة. ففي عام 1959 ضربت الكرة الأرضية موجة ذبذبات شمسية أدت إلى تعطيل أجهزة التلغراف في معظم العواصم الكبيرة، ومنذ ذلك الحين والدول الكبرى تحاول تجنب ذلك الخطر، وبدلا من أن يتوصلوا إلى إبداع الوسائل الدفاعية الممكنة فأنهم توصلوا إلى صناعة موجات تشبه الموجات الشمسية تضرب أعداءهم، وقد أطلقوا على السلاح الجديد اسم:( القنبلة القذرة) وهناك من يسميها المهدي (بضم الميم): وهي عبارة عن صاروخ يحمل رأسا نوويا يذهب إلى خارج الغلاف الغازي للأرض ثم يضرب الأرض من هناك موجها إلى بلد أو عدة بلدان، ويؤدي انفجاره داخل الغلاف الغازي إلى إرسال أشعة غاما التي تحطم ذرات الهيدروجين والنيتروجين فتتحرر الكترونات الغازين مولدة طاقة كهربائية عالية جدا بإمكانها تفجير كل ما هو الكتروني كهربائي على الأرض،
  فتتفجر مولدات الطاقة الكهربائية والأجهزة الالكترونية الموجودة في الحواسيب والسيارات والطائرات والسفن البحرية،حتى أن معامل الألبان سوف تتوقف عن العمل لأنها معتمدة كليا على التكنولوجيا الحديثة، فضلا عن أن تلك القنبلة ستعطل مصافي الماء، وفي غضون ساعات سيحمل الأمريكان والأوربيون جداريهم بحثا عن جدول  ليغترفوا منه ماءً وان كان غير صالح للشرب. وسوف تصبح كل الأجهزة على الكرة الأرضية غير صالحة للعمل إلا تلك الأجهزة القديمة غير المطورة.والجدير بالذكر أننا سندعي ــ كعادتنا ــ بأننا أول من فكر في قنبلة مثل هذه، لأن ترثنا يحدثنا عن رجل اختلفنا في نسبه وتاريخ ولادته سيظهر ويعطل كل الأجهزة، الألكترونية، ولا أعرف بالضبط من أين جاءوا بهذا الحديث الذي يفترض عدم وجود أي جهاز ألكتروني في وقت تمت فيه الأحاديث والأقوال المأثورة. أما استعدادات العراق لمواجهة هذه القنبلة فقد بدأت منذ تسعينيات القرن العشرين حيث بدأها النظام السابق وأتمتها الحكومات المتعاقبة، وتتلخص هذه الاستعدادات بالتقليل من استخدام الكهرباء وصولا إلى إلغائها لكي لا تتعرض للتفجير، وقد اثبت العراقيون تمكنهم من المشروع بدليل بقائهم عشرين عاما بربع كهرباء، وما قرار البرلمان حول خصخصة الكهرباء إلا لتخليص الحكومة والشعب من الخطر الذي ستسببه القنبلة القذرة، وتوريط المستثمرين بكل الخسائر المحتملة. ولم يكتف العراق بذلك، فالإجراء الثاني الذي اتخذه الكفر العراقي هو إلغاء الأسطول الجوي واستئجار طائرات من شركات وقعت في الفخ العراقي حين خدعها الفكر العراقي الخلاق، وسوف لا تشعر تلك الشركات بالخديعة إلا بعد أن تضرب العراق قنبلة قذرة من قبل أعداء العراق الكثيرين الذين نجهد يوميا في صناعتهم، كما أن العراق أخّر بناء ميناء الفاو وأوقف شراء السفن البحرية الحديثة تحسبا لأن تصاب بصعقة كويتـــــبائية تؤدي إلى خسارة العراق أموالا طائلة كان من المقرر لها أن تذهب إلى جيوب العراقيين الكبار جدا، وقضية الألبان محلولة فلدى العراق ميكانيكا المنشّف والإلبة ولبن الجيس والجثي، وكل تلك المواد لا تحتاج إلى تكنولوجيا، وقد تعلمنا من تراثنا كيف ننقع الجثي في ماء الكرامة لينتج لنا لبن الصبر معطرا بملح الدموع الجافة على أرصفة الحر والموت. إما حول ضرب مصافي الماء فنحن العراقيين أكثر استعدادا لذلك، فمنذ أن ولدنا ونحن نشرب شيئا قيل عنه إنه ماء، حتى أن أحدنا لا يستطعم الماء الصافي ويصفه بالمج، فهنيئا لأهالي البصرة الذين أكملوا استعداداتهم للقنبلة القذرة من جانب الماء والكهرباء والفاو، ونشكر كل الذين سبقوا التاريخ في تحصين العراق من الخير والكرامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق