15 أغسطس 2012

جدلية الصراع بين الإعلام والبندقية

كلا الطرفين ( النظام والمعارضة) في سورية يلح على تدخل الأسرة الدولية لحلحلة المشكلة القائمة فيها . لكن التجارب أثبتت أن الأسرة الدولية لا تتدخل إذا كانت الكفة بين المتصارعين متساوية أو شبه متساوية، وهذا ما يؤكده الجيش السوري الحر
كريم محسن الخياط

كلا الطرفين ( النظام والمعارضة) في سورية يلح على تدخل الأسرة الدولية لحلحلة المشكلة القائمة فيها . لكن التجارب أثبتت أن الأسرة الدولية لا تتدخل إذا كانت الكفة بين المتصارعين متساوية أو شبه متساوية، وهذا ما يؤكده الجيش السوري الحر من خلال إعلان سيطرته على مناطق كثيرة ومن خلال استحواذه على أسلحة وعجلات عسكرية وكذلك من خلال المنشقين العسكريين الذين قد ينشقون بكامل قطعاتهم.وهذه التصريحات التي تأتي من الجيش السوري الحر عن تلك الانتصارات مفيدة له ومضرة في آن واحد، فهي ــ من جانب ــ تشجع السوريين المحايدين على الإيمان بحتمية نجاح الثورة مما يؤدي إلى انضمامهم إلى قوى المعارضة، لكن تلك التصريحات ــ من جانب آخر ـ لا تشجع الأسرة الدولية على التدخل لصالح الجيش السوري الحر، باعتبار أن الكفة تميل لصالحة وأن النظام آيل للسقوط بحسب تلك الانتصارات المزعومة.والسؤال هنا: ماذا لو اتبع الجيش الحر الطريقة الإسرائيلية التي تظهر الجانب الإسرائيلي ضعيفا بين العرب وأنه محاط بكل تلك الدول التي تريد أن ترميه في البحر؟ في هذه الحالة: سيربح الجيش السوري الحر تعاطف الأسرة الدولية، في الوقت الذي يخسر فيه أعداداً من السوريين الذين يميلون إليه بواسطة ادعاء الانتصارات وتضخيمها.فأي الطريقتين أسرع للجيش الحر في تحقيق النصر؟ وهل ادعاء النصر يصب في صالحه أم في صالح الحكومة السورية؟علما أن الأسرة الدولية تراقب ذلك عن كثب، وهي تنتظر انهيار أحد الطرفين لتقف مع الآخر، فعندما مالت الكفة للقذافي في ليبيا كان التدخل لصالح المعارضة، وعندما مالت الكفة في اليمن للمعارضة، كان التدخل لصالح الحكومة.والأسرة الدولية تفعل ذلك بغض النظر عن ميلها لأحد سواء كانت محبة لسورية أو كارهة لها، فالأمور تجري على هذا النحو والتجارب الكثيرة تثبت ذلك.فما الذي غيب فكرة التمسكن عن الجيش الحر غير محاولة كسب منشقين؟ أرى أن قلة التجربة وغياب العقول السياسية والدبلوماسية في الجيش الحر وكونه عسكريا بامتياز، هو الذي جعله يتبع طريقة التشدق بالانتصارات، بخلاف ما يفعله النظام السوري الذي يظهر جنوده كمساكين يستحقون المساعدة أمام الآسرة الدولية.وهذا الجدل القائم بين تظهير الانتصار الكاذب و التمسكن يجعل من يريد أن يتدخل يحذر مما سوف يدس نفسه فيه، ولذلك نجد أن الأسرة الدولية ملعونة من قبل الطرفين بينما الطرفان يستحقان اللعنة، لما يفعلانه في الأغلبية التي تريد العيش بهدوء وتفضل الأمان على الحرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق