18 أبريل 2013



أيهما يكسب؟ ...             كريم محسن الخياط

كارتات المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات دخلت كل بيت في العراق وبكميات كبيرة جداً، إذ أن معدل حصة العائلة العراقية من هذه الكارتات تقدر بخمسين إلى ستين (كارت)، وإذا علمنا أن معدل عدد أفراد العائلة العراقية لا يتجاوز خمسة أفراد، نعرف أن عدد الكارتات المطبوعة يبلغ عشرة أضعاف عدد الشعب العراقي، وهذا يعني على أقل تقدير أن عدد الكارتات المطبوعة من قبل المرشحين حوالي 300 مليون كارت، ويعني أيضا أن 300 مليون عراقي قطعوا عهوداً لمرشحين، ويعني أيضا أن هناك 299 مليون 999  ألف كاذب تقريباً !
وكثرة هذه الكارتات في البيوت شجعت الأطفال على الإستفادة منها واستخدامها في لعبة ( الذب): تلك اللعبة التي يتقابل اثناءها طفلان يحمل كل منهما  عدداً من أوراق اللعب ويبدأ كل واحد منهما برمي ورقة فوق ورقة رسيله التي رماها قبله، و اذاما حدث أن تشابهت ورقتان، فإن الاوراق المرمية على الأرض تكون من حصة الطفل الذي رمى الورقة المشابهة. وقانون هذه اللعبة معروف عند استخدام أوراق اللعب المعروفة، فعددها ثلاث عشرة ورقة مكررة أربع مرات بالاضافة الى جوكرين.  لكن القانون التبس على الاطفال عند استخدام كارتات المرشحين. وذلك لكثرة المرشحين، مما دعا الأطفال إلى ابتداع قوانين جديدة، قسموا المرشحين فيها إلى مجاميع، كمجموعة المعممين و مجموعة المعكلين و مجموعة اصحاب القوط (المقوطين) و ومجموعة النساء، ثم قسموا النساء الى محجبات وسافرات. ثم بدأت تعبيرات هذه القوانين تنتشر وتسمع بكثرة، مثل( المعكل ياكل المعكل) و ( ابو القاط يشيل أبو القاط)و(والمرية تكَش المرية)، لكن الخلاف الأكثر شيوعا في هذه اللعبة يحدث عند الرمية الاولى التي من خلالها يتم تحديد من يلعب أولا. فأي من هؤلاء المرشحين يكسب في الرمية الأولى؟ هل هو المعكل أم ابو القاط، أم المعمم. أم المرأة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق