02 أكتوبر 2011

لـو كـان الإنـسـان بـدائـيـا ً


مجموعة لو كان الانسان بدائيا صدرت عن دار الحرية عام 1998

كان عندي من قبل ستين قرنــــا ً
صاحبٌ لم يزل كئيبا ً ينــــــــوحُ

منذ ستينَ والجروحُ التهــــــــاب ٌ
فتهدي وأمسكي يا جـــــــــروح ُ

إن موجَ الطوفان يعلــــــو علينا
فمتى يصنع السفينــــــــة نوح ُ؟

يا أبانا كأن ّ في النوح روحـــــــا ً
فوق أعتاب ِعمرنا تستريـــــــح ُ

كم شكونا للموت مما لهثنـــــــــا
فبكى الموت واستـُفزّ الضريـــح ُ

كم نسجنا من الضياع طموحــــا
لمَ لا يسبـــق الضياع َ الطمــوح  ُ؟

كم ربطنا الجرباءَ قربَ صحيــح ٍ؟
فتعـافتْ وما تعافى الصحيـــــــح ُ

منذ فجر الحياة وهي صـــــــراع ٌ
يتغذى على الذبيح الجريـــــــــح ُ

والشراعُ الذليل في كل صــــوب ٍ
والمجاديف ما تشاء الريـــــــــح ُ

والصروح التي تسامتْ تـــهاوتْ
وبنينا فهـدّمـتـنـا الصـــــــــــروح ُ

وصرخنا فما وجدنا صريخــــــــا ً
نحــــن للآن والصراخُ الكسيــــح ُ

نحن للآن ما نزال نغنـــــــــــــــي
حشرجات ٍ تقتاتُ منها الـــــــروح

منذ فجر الحياة  كنا  نغنــــــــــــــــي
نغم الأمــنيات لا نستريـــــــــــــــح

زمن يخرق الحياة ويمضـــــــــــي
وهي تعدو وكل { مل ٍّ } نضــــوح

لِمَ هذا الشقاء رغـمـــا ً وطوعــــــا ً
لِمَ قمنا بما ينوء المســــــــيــــــــح ُ؟

ألبستنا ثيابها ثم قالــــــــــــــــــــتْ
إنما العمرُ ساعة ٌ و يــــــــــــــروح ُ

ويروح ُ ؟     الآن استفقتُ ولمّـــا
ضلّ فكري وفرّ مني الوضــــــوح ُ

قلت للريح حينها   : أرجعينــــــــي
احمليني لقريتي يا ريــــــــــــــــــح ُ

احمليني سحابة ً من حنيـــــــــــــــن ٍ
وازرعيني هنــاك حيث الـــــــروح ُ

لوّحت لي في الأفق قطرة ُ ضـــــوء ٍ
فامتطاها الجفاف ُوالتلويــــــــــــــح ُ

لستُ أقوى على المسير وكلــــــــــي
تعبٌ موجزٌ ونزفٌ صريــــــــــــــح ُ

خطوة  و الطريقُ من ألف ِ ميـــــــــل ٍ
وعلى كاهلي يئنّ ُ جريــــــــــــــــــــح ُ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ضمن   مجموعة  { لو   كان  الإنسان  بدائيا  } صدرت عن وزارة  الثقافة عام   1998 ألقيتها     في مهرجان المربد  الرابع عشر /  منشورة في ديوان المربد  الرابع عشر الجزء الثاني  صفحة 200    و في  جريدة  صوت الطلبة  و نبض الشباب /  فازت من ضمن العشرة الاوائل  في  مسابقة  شاعر العراق الاول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق