مجموعة لو كان الانسان بدائيا صدرت عن دار الحرية عام 1998 |
كان عندي من قبل ستين قرنــــا ً
صاحبٌ لم يزل كئيبا ً ينــــــــوحُ
منذ ستينَ والجروحُ التهــــــــاب ٌ
فتهدي وأمسكي يا جـــــــــروح ُ
إن موجَ الطوفان يعلــــــو علينا
فمتى يصنع السفينــــــــة نوح ُ؟
يا أبانا كأن ّ في النوح روحـــــــا ً
فوق أعتاب ِعمرنا تستريـــــــح ُ
كم شكونا للموت مما لهثنـــــــــا
فبكى الموت واستـُفزّ الضريـــح ُ
كم نسجنا من الضياع طموحــــا
لمَ لا يسبـــق الضياع َ الطمــوح ُ؟
كم ربطنا الجرباءَ قربَ صحيــح ٍ؟
فتعـافتْ وما تعافى الصحيـــــــح ُ
منذ فجر الحياة وهي صـــــــراع ٌ
يتغذى على الذبيح الجريـــــــــح ُ
والشراعُ الذليل في كل صــــوب ٍ
والمجاديف ما تشاء الريـــــــــح ُ
والصروح التي تسامتْ تـــهاوتْ
وبنينا فهـدّمـتـنـا الصـــــــــــروح ُ
وصرخنا فما وجدنا صريخــــــــا ً
نحــــن للآن والصراخُ الكسيــــح ُ
نحن للآن ما نزال نغنـــــــــــــــي
حشرجات ٍ تقتاتُ منها الـــــــروح
منذ فجر الحياة كنا نغنــــــــــــــــي
نغم الأمــنيات لا نستريـــــــــــــــح
زمن يخرق الحياة ويمضـــــــــــي
وهي تعدو وكل { مل ٍّ } نضــــوح
لِمَ هذا الشقاء رغـمـــا ً وطوعــــــا ً
لِمَ قمنا بما ينوء المســــــــيــــــــح ُ؟
ألبستنا ثيابها ثم قالــــــــــــــــــــتْ
إنما العمرُ ساعة ٌ و يــــــــــــــروح ُ
ويروح ُ ؟ الآن استفقتُ ولمّـــا
ضلّ فكري وفرّ مني الوضــــــوح ُ
قلت للريح حينها : أرجعينــــــــي
احمليني لقريتي يا ريــــــــــــــــــح ُ
احمليني سحابة ً من حنيـــــــــــــــن ٍ
وازرعيني هنــاك حيث الـــــــروح ُ
لوّحت لي في الأفق قطرة ُ ضـــــوء ٍ
فامتطاها الجفاف ُوالتلويــــــــــــــح ُ
لستُ أقوى على المسير وكلــــــــــي
تعبٌ موجزٌ ونزفٌ صريــــــــــــــح ُ
خطوة و الطريقُ من ألف ِ ميـــــــــل ٍ
وعلى كاهلي يئنّ ُ جريــــــــــــــــــــح ُ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضمن مجموعة { لو كان الإنسان بدائيا } صدرت عن وزارة الثقافة عام 1998 ألقيتها في مهرجان المربد الرابع عشر / منشورة في ديوان المربد الرابع عشر الجزء الثاني صفحة 200 و في جريدة صوت الطلبة و نبض الشباب / فازت من ضمن العشرة الاوائل في مسابقة شاعر العراق الاول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق